شهدت مدينة ديرالزور منذ صباح الخميس 10 نيسان سلسلة من هجمات تنظيم «دولة العراق والشام» على مختلف جبهاتها الجنوبية (طريق دمشق-ديرالزور) والشرقية (البوكمال وقرى الريف الشرقي) وانتشرت حواجز التنظيم على طريق ديرالزور دمشق (كباجب).
وتعرضت مدينة البوكمال لقصف مدفعي أعقبه دخول لرتل تابع لتنظيم الدولة للمدينة والهجوم على مقار جبهة النصرة والكتيبة الأمنية. ومع اختلاف الروايات حول جهة الهجوم سواء من الأراضي العراقية أو من محيط منطقة السخنة إلا أنه «يبقى مستغربًا»، بحسب ناشطين، سيطرة القوات العراقية على الشريط الحدودي مع العراق وسيطرة النظام السوري على مدينة السخنة ومحيطها.
وفي حين أكد العديد من الناشطين أن الحدود العراقية هي بوابة الدخول لمدينة البوكمال، نفت مصادر في التنظيم ذلك مؤكدة أن تلك الحدود اقتصر دورها على الدعم اللوجستي والتغطية النيرانية عبر قصف مدفعي وتشميط بقذائف الهاون.
ولم تنج بيوت المدنيين ومشافي المدينة من هجوم التنظيم، حيث استهدف مشفى عائشة واعتقل عدد من أفراد الكادر الطبي فيه.
كما قام عناصر التنظيم بقتل العشرات من أهالي البوكمال بينهم أطفال عرف منهم الطفل أحمد العلي، وأفاد ناشطون أن طيران النظام قام بالتمهيد لهجوم التنظيم بغارات على مناطق قريبة حيث استهدف قرية العشارة رغم أن المنطقة لم تستهدف بالطيران منذ عدة أشهر. ومشطت الغارات الطريق لأرتال التنظيم سواء في البوكمال أو جنوب ديرالزور.
ولم يتوقف هجوم التنظيم عند البوكمال بل شمل عدة قرى ومنها الطيانة في الريف الشرقي التي ظهرت فيها عدد من الحواجز الطيارة التي ترفع راية التنظيم.
وكانت حصيلة الهجوم الأولية 86 مقاتلًا على الأقل من بينهم 60 عنصرًا من جبهة النصرة والكتائب الإسلامية وسبعة أعدمهم التنظيم بعد سيطرته على محطة «تي تو» النفطية إضافة إلى عدد كبير من المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم بعد.
ويقول ناشطون أن التقدم الذي حققه الجيش الحر في القطاع الجنوبي الدولي لمطار ديرالزور كان لابد من إيقافه وإرباك الجبهة الشرقية، وتنفيذًا لذلك تم استهداف معاقل جبهة النصرة في البوكمال والجبهة الإسلامية في كباجب.
بدورها تمكنت جبهة النصرة والكتائب الإسلامية من إيقاف تقدم التنظيم وقتل عدد من المهاجمين وفرار قائد الهجوم صدام الرخيتة أو المعروف بصدام الجمل، بينما تواردت الأنباء عن إعدام نهاد الرخيتة شقيق صدام (قائد الحملة على البوكمال).
في ذات السياق أصدر البغدادي أمير التنظيم بيانًا أشاد فيه بهذه العملية التي كانت تهدف لقتل «الصحوات وإعادة المدينة العاصية لطاعة الدولة الباقية وتأديب الشعب الكافر وإعادته إلى حظيرة الطاعة».
وعلى صعيد متصل لا يزال الريف الشرقي لمدينة ديرالزور يعاني من بقايا التنظيم حيث تشهد قرى مثل المويلح والصور وغريبة معارك عنيفة حيث يحاول التنظيم بسط سيطرته على هذه القرى ما سبب حالات نزوح جماعي لأهالي تلك القرى خوفًا من مجازر قد يرتكبها بحقهم.
يذكر أن مدينة البوكمال تضم عشرات الآلاف من النازحين من مختلف المدن السورية وبخاصة مدينة ديرالزور وريفها وأن التنظيم خرج من معظم محافظة ديرالزور باستثناء نقطتين (قرية التبني ومنجم الملح) وهي تتبع منذ خروجها أسلوب الكر والفر بهجمات مفاجئة لمجموعات متعددة تقيم حواجز طيارة لعدة ساعات ثم تقوم بالانسحاب في عملية يقصد منها «إظهار قوة التنظيم واستمرار وجوده في ديرالزور».