عرض الباحث البريطاني المتخصص في الشأن السوري، تشارلز ليستر رؤيته لمستقبل سوريا، من حيث التطورات السياسية، والواقع الميداني على الأرض.
وقال في سلسلة تغريدات له عبر “تويتر” اليوم، الأربعاء 9 آب، إن “الصراع في سوريا سيشهد في الأشهر المقبلة تحولات كبرى، إذ ستجتمع القوى الأجنبية الفاعلة حول تسوية مؤقتة”، لافتًا إلى “مناقشات سياسية كثيفة بين روسيا وأمريكا حول سوريا”.
وأضاف “يبدو أن تركيا قد قبلت بوجود بشار الأسد في السلطة، والذي سيسيطر في المرحلة القادمة على ما يسمى بسوريا المفيدة فقط”.
إيران ستخرج و”الكرد” إلى الانفصال
وتترقب الساحة السورية تطورات “غامضة” في الأيام المقبلة، وخاصةً بعد اتفاقيات “تخفيف التوتر” التي تم توقيعها في كل من درعا، والغوطة الشرقية، وريف حمص الشمالي بين فصائل المعارضة ووزارة الدفاع الروسية، إضافةً إلى موقف سياسي جديد بدأت أولى خطواته بالحديث عن تغيرات في وفد المعارضة السورية، والمبادئ التي تمسكت فيها على مدار السنوات الست الماضية.
وأوضح الباحث البريطاني أن إيران ستخرج ميليشياتها من سوريا، بينما ستكون مناطق سيطرة القوات الكردية منفصلة عن مناطق الأسد، على أن تستلم دعمًا لإعادة الإعمار بشكل مبدئي.
واعتبر أن المعارضة السورية ستوضع تحت سلطة الأمر الواقع في مناطق “إدارة مركزية”، وستتلقى أموالًا من الدول الأجنبية لدعم عملية إعادة الإعمار.
تخبط كبير في قوى المعارضة
“تركيا والسعودية تضغطان حاليًا على هيئة المفاوضات والائتلاف للقبول بالوضع الجديد”، وأوضح ليستر أن “أوروبا وأمريكا لن تدعم إعادة الإعمار في مناطق الأسد، الذي سيعتمد بذلك على الصين وإيران”.
وأشار إلى “استقالات لمسؤولين كبار في هيئة المفاوضات والائتلاف السوري في الأيام أو الأسابيع المقبلة”.
وتحضّر المعارضة لمؤتمر موسعٍ في الرياض، وسط أنباء عن ضغطٍ سعودي للقبول ببقاء الأسد، تم نفيها رسميًا.
ووسط هذه المعمعة تدور أنباء عن تنحي المنسق العام للهيئة رياض حجاب، الذي بقي مصرًّا على موقفه برحيل الأسد.
ويرى محللون أن فكرة التقسيم في سوريا، طرحت منذ بدء الدخول العسكري الروسي في المنطقة وإنشاء قاعدة “حميميم” الجوية والعسكرية، التي بدأت من خلالها جميع العمليات العسكرية وصولًا لمدينة حلب وتدمر بريف حمص الشرقي.
أطروحات التقسيم ومواقف الدول
وفي بحث حمل اسم “أطروحات التقسيم في سوريا ومواقف الدول منها” نشرته عنب بلدي للصحفي هاني حاج أحمد، أشار إلى أن مواقف الدول الإقليمية والدولية الفاعلة والمؤثرة في سوريا تتباين تجاه ملف التقسيم، بين مؤيد ومعارض لهذه الفكرة.
إذ ترفض تركيا جملة وتفصيلًا تقسيم سوريا، سواء كان على أسس طائفية أو قومية، وهو ما قاله رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو من طهران، إن “تركيا ترفض أن تقسم سوريا إلى دويلات”، وذلك في لقاء سابق جمعه مع المسؤولين الإيرانيين.
بينما تتبنى إيران موقفين متناقضين تجاه مشاريع التقسيم المطروحة، فمن جهة تتفق مع أنقرة في رفضها مشاريع التقسيم، في حين هنالك الموقف الإيراني الذي يقبل به، وذلك بعد استحالة الحسم العسكري من قبل النظام رغم دعم إيران له، الأمر الذي جعل الأخيرة ترى في التقسيم خدمة لمصالحها.
أما روسيا فترى أن استعادة الأسد سيطرته على كافة الأراضي السورية أمر غير ممكن، وأن الحل الأفضل هو الفيدرالية.
فيما تتسم السياسة الأمريكية باللجوء إلى اقتراحات التقسيم في مواجهة الأزمات الطائفية التي تنشأ في فترة ما بعد الحروب، في دليل على عدم نجاحها في إعادة الاستقرار إلى هذه المناطق.
–