أسبوع كئيب على «عاصمة الثورة»
عنب بلدي – العدد 112 ـ الأحد13/4/2014
شهدت مدينة حمص –عاصمة الثورة- أسوأ أسبوع لها منذ أيّام طويلة، بدأ منذ صباح الأحد الماضي، إذ استيقظت المدينة يوم السادس من نيسان على نبأ سقوط 40 مقاتلًا من «خيرة شبابها» المرابطين على جبهة «حمص القديمة»، التي تحاصرها قوّات النظام منذ سنة وتسعة شهور حصارًا خانقًا، مانعةً على من فيها الطعام والشراب والدواء.
فبينما كان الثوار يجهزون سيارة مفخّخة لفتح ثغرة كبيرة في الحصار، ويحقّقوا تقدّمًا يكسر حاجز التراجع والهزيمة التي لحقت بحمص القديمة على مدى الشهور الماضيّة، انفجرت السيّارة بعد تحرّكها بقليل بينما كان شباب حمص يودّعون الاستشهادي الذي يقودها، كما يقول أبو بدر، وهو ناشط إعلاميّ في المدينة القديمة، ويتابع «كان الهدف من العمليّة أنْ يقود الاستشهاديّ السيارة المحمّلة بـ 700 كغ من المتفجّرات ويخرج بها من الحصار إلى قيادة الشرطة في ساحة الساعة القديمة التي تتمركز فيها قوات كبيرة لجيش النظام، ولكن السيارة انفجرت بعد أن تحركت مترين فقط، ما أدّى لدمار كبير استشهد إثره من كان بقربها على الفور».
يُشار إلى أنّ اتفاقيّة حصلت الشهر الفائت بين قوات المعارضة والنظام برعاية الأمم المتحدّة نتجَ بموجبها السماح لكل المدنيين بالخروج من الحصار بعدما تعرضوا لمجاعة دامت أكثر من سنة، وسُمحَ لبعض المواد الغذائيّة أيضًا بالدخول للشباب المحاصرين.
«فضيت المحاصرة يا شيخ» بحسرةٍ قالها أبو بدر، ويتابع «أطلق نظام الأسد تسويةً يُمكن بموجبها للشباب المحاصرين والذين حملوا السلاح في وجه «الدولة» من تسوية أوضاعهم بعد تسليم أنفسهم ومعهم سلاحهم ليفرج عنهم بعد التحقيق ويعودوا ليعيشوا فيما تبقى من حمص أو يعودوا لـ «حضن الوطن» وينضموا
لميليشات «الدفاع الوطنيّ»، وبسبب ندرة الطعام إلا من حشائش الأرض وقططها وقوارضها أصيب الشباب بحالة نفسيّة صعبة جدًا دفعت الكثير منهم لتسليم أنفسهم والعودة لـ «حضن الوطن».
الشباب الذين يسلمون أنفسهم لقوات النظام يجبرون في التحقيقات على إعطاء أسماء كل من يعمل في المدينة المحاصرة، والإدلاء بمعلومات عما يخططون لفعله من عمليات ضد جيش النظام، وهناك بعضهم لم يعرف مصيره بعد، بحسب ما يتناقل نشطاء المدينة.
على صعيد آخر اغتال «ملثم مجهول» في حيّ بستان الديوان بحمص القديمة الاثنين الماضي، 7 نيسان، الأب فرنسيس فاندرلخت، وهو راهب يحمل الجنسيّة الهولنديّة، وقد رفض الخروج من المدينة وآثر البقاء بين الثوّار والمقاتلين. ويُشهَد للأب فرنسيس بمساعدة الثوار من أيام الثورة السلميّة، وكان دير «الآباء اليسوعيين» الذي يعمل فيه ملجأً آمنًا للاختباء من عناصر النظام الباحثين عن شباب المظاهرات.
يقول الناشط أبو بدر «قُتل الأب فرنسيس على يد مجهول وسيبقى مجهولًا ولن تُعرفَ هويته بسبب الفوضى والفساد في حمص القديمة».
وعند سؤالنا عن أسباب الخسائر التي تعرضت لها المدينة الأسبوع الفائت يقول أبو بدر: «الأمور فايتة بألف حيط عنّا، ولكن معنوياتنا من هلأ وقبل ولبعدين معلّقة بالله عز وجل، وحاشا لله أن يخذلنا، فأملنا به كبير والفرج قريب بإذنه».
ويعاني من بقي من أهل حمص من قصف متقطّع وعشوائيّ من النظام بقذائف هاون لا يسلم منها كبير أو صغير، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات حسب التنسيقيّات المحليّة.
من جانب آخر أطلق نشطاء مدينة حمص حملة إعلاميّة عنوانها #حمص_محاصرة_بخذلانكم تعبيرًا عن تخاذل الكتائب والجبهات المقاتلة في فك الحصار عن المدينة المستمر منذ 670 يومًا، وللفت انتباه الجميع إلى أن حمص تعيش أيامًا خطيرة ربما تُمكّن النظام من استعادة السيطرة عليها بشكل كامل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :