تصدّر اسم رئيس “تيار الغد السوري”، أحمد الجربا، قائمة المرشحين لقيادة المعارضة السورية، لشخصيته المتوافق عليها دوليًا، وخاصة مع تواتر الأخبار حول تشكيل مؤتمر لتوسعة “الهيئة العليا للمفاوضات”، قبل بدء الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، أيلول المقبل.
طرحُ اسم أحمد عاصي الجربا بديلًا عن المنسق العام لـ”الهيئة العليا”، رياض حجاب، جاء كونه يحظى بدعمٍ من الأطراف الدولية المؤثرة في الملف السوري، وعلى رأسها روسيا والسعودية، التي تسعى إلى توسيع دائرة تمثيل المعارضة في الرياض.
ترأس الجربا “الائتلاف الوطني” المعارض لدورتين متتاليتين، الأولى في تموز 2013، والثانية مطلع عام 2014، وشارك في المحادثات الدولية بالشأن السوري في “جنيف 1” و”2″، التي كانت بداية لسلسة مستمرة حتى اليوم.
وعقب رحيله عن “الائتلاف”، أسّس “تيار الغد السوري” من القاهرة، آذار 2016، مفتتحًا اجتماعه التأسيسي بالنشيد الوطني لسوريا (حماة الديار)، بحضور عدد من الشخصيات، أبرزهم وزير الخارجية سامح شكري، والفلسطيني محمد دحلان، المقرب من الإمارات.
“الغد السوري”، الذي يرأسه السياسي المولود في القامشلي عام 1969، أبرم اتفاقًا مع “قوات سوريا الديمقراطية” بعد أشهر من تشكيله، فتحالف مع القوات التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية غالبيتها، لـ”محاربة المتشددين”.
وتُشارك “قوات النخبة”، المدعومة أمريكيًا تحت راية “التحالف الدولي”، والتي تتبع للجربا، في معارك الرقة، وتضم عناصر من عشائر الأخيرة ودير الزور، ومنهم مقاتلون من عشيرة “شمّر” التي يتبع لها المعارض السوري.
ويرى معارضون سوريون أن خطوة تشكيل الجربا لتياره، جاءت في إطار التحركات الروسية لخلق بديل، في حال اضطرت للتنازل عن بقاء الأسد في السلطة، بينما يُتهم من قبل آخرين بأنه يسعى إلى تحقيق مكاسب، باتفاق مع بعض الدول المؤثرة في الملف السوري.
يتنقل الجربا بين موسكو والقاهرة بشكل مستمر، باحثًا عن دعم يضعه وكيانه السياسي في أولويات الدول الفاعلة، كما يعتبر توافقيًا لدى الولايات المتحدة الأمريكية، و”الابن المدلل” للسعودية، كما يصفه البعض.
لطالما انتقد الجربا دور “الهيئة العليا” للمفاوضات، واصفًا إياه بـ”التخبط والمراهقة”، وهاجم جماعة “الإخوان المسلمون” في سوريا، ومنصات أخرى، في الوقت الذي يدعو إلى تشكيل جسم سياسي، ويعقد اجتماعات متكررة داخل مقر تياره في القاهرة.
ويرى الجربا، الذي دعا إلى الفيدرالية في سوريا، أن الثورة تنحرف عن مسارها، معتبرًا أنه “لا حل في سوريا إلا بحوار سوري- سوري تحت مظلة الأمم المتحدة، وكذلك أمريكا وروسيا وجامعة الدول العربية”.
ومع تشتت المعارضة بتعدد منصاتها، تسعى الدول الإقليمية إلى جمعها في بوتقة واحدة، باعتبار أنها خسرت النفوذ والقوة، وفق محللين، إلا أن رؤى المنصات تتباين حول طبيعة الحل، وسط خلافات على سلة المرحلة الانتقالية، ورفض لـ”منصة موسكو”، المحسوبة على النظام السوري.
–