شهدت سنوات الثورة السورية الماضية خروج عدد من المعتقلين الإسلاميين من سجن صيدنايا، في القلمون الغربي، ليتسلموا بعد ذلك قيادة أبرز الفصائل العسكرية، التي تشكلت لمواجهة قوات الأسد.
خروج عشرات المعتقلين السياسيين والأمنيين من السجن كان بمرسوم عفو أصدره رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعد بداية الثورة في 2011، وأرجع محللون ذلك القرار إلى يقين النظام بأنهم سيجدون طريقهم إلى قيادة الحراك الشعبي بخلفيات متشددة، ما سيسهل عليه محاربتهم بذريعة الإرهاب والتطرف.
فالنظام السوري اعتقل معظم العائدين من العراق، الذين اشتركوا مع المقاومة العراقية، إثر الغزو الأمريكي في 2003، وزجهم في صيدنايا إلى جانب متشددين من عناصر القاعدة، ومارس عليها سياسته في التعذيب، مع سماحه لهم بالصلاة وإقامة الشعائر الدينية، والدروس العقائدية، التي شحنتهم عقائديًا وطائفيًا، بحسب معتقلين سابقين.
زهران علوش
محمد زهران بن عبد الله علوش، كان قائدًا لفصيل جيش الإسلام، العامل في الغوطة الشرقية، قبل أن تغتاله روسيا في 25 كانون الأول 2015، بغارة جوية.
علوش من مواليد مدينة دوما في الغوطة الشرقية عام 1971، وهو ابن عبد الله علوش، أبرز شيوخ الدعوة السلفية في سوريا.
التحق علوش بكلية الشريعة في جامعة دمشق، وتابع دراساته العليا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في السعودية.
علوش اشتهر بنشاطه الدعوي منذ 1987، واعتقل في 2009 من فرع فلسطين بتهمة حيازة أسلحة وجدت في سيارته، ليوضع في سجن صيدنايا قبل أن يخرج منه بـ “عفو عام” عام 2011.
وبعد خروجه بسنة، في حزيران 2012، شكل مع مجموعة من المقاتلين سرية لقتال قوات الأسد تحولت فيما بعد إلى “لواء الإسلام”.
وفي أيلول 2013 أعلن علوش تشكيل “جيش الإسلام”، الذي ضم عشرات الفصائل من “الجيش الحر”، ليصبح فيما بعد من أكبر الفصائل في الغوطة وسوريا.
عرف عن علوش محاربته لتنظيم “الدولة الإسلامية”، ودعا في خطاباته إلى بناء دولة تقوم على الحقوق والعدل.
حسان عبود
هو أبو عبد الله الحموي، من مواليد محافظة حماة، التي شهدت مجازر على يد نظام السوري في ثمانينات القرن الماضي، في العام 1982.
درس عبود اللغة الإنكليزية وعمل مدرسًا قبل اعتقاله من قبل النظام السوري في 2004، وزج في سجن صيدنايا قبل أن يفرج عنه بعد أشهر من بداية الثورة السورية.
عبود، الذي يتبع النهج السلفي، أعلن عن تشكيل “كتائب أحرار الشام” في نهاية 2011 في سهل الغاب بريف حماة الغربي، قبل أن تتحول إلى “حركة أحرار الشام”، وتصبح من أقوى الفصائل العسكرية المعارضة.
قتل حسان عبود بتفجير غامض أودى بحياة عشرات من قادة “أحرار الشام”، في مقر تابع للحركة في بلدة رام حمدان، القريبة من معبر باب الهوى، الثلاثاء 9 أيلول، 2014، فيما لا تزال طريقة التفجير والجهة المنفذة مجهولة حتى الآن.
أحمد الشيخ
أحمد الشيخ (أبو عيسى)، مؤسس وقائد “ألوية صقور الشام”، من مواليد سرجة، قرية من قرى جبل الزاوية في إدلب، ونشط في بداية الثورة في العمل العسكري.
وتحدثت عن اعتقال أبو عيسى في صيدنايا 2004، والإفراج عنه لاحقًا، لكنه نفى ذلك في مقابلة مع المكتب الإعلامي في الهيئة العامة للثورة السورية في 2014.
وقال أبو عيسي “أنا لم أعتقل في صيدنايا بالأساس، إنما اعتقلت في فرع فلسطين 11 شهرًا، ولم ألتقِ بالشيخ زهران علوش ولا حسان عبود قبل الثورة أبدًا.
أسس أبو عيسي كتيبة صقور الشام في بدايات الثورة السورية في جبل الزاوية، ليصبح فيما بعد “لواء صقور الشام”، واندمج في الجبهة الإسلامية التي ضمت أكثر من فصيل.
والد أبو عيسى مختف في سجون الأسد منذ ثمانينات القرن الماضي، وفقد ثلاثة من أخوته في الثورة، كما تحدثت أنباء عن قتل “جبهة تحرير الشام” لابنه البكر عيسى، ابن الـ 16 عامًا.
حسن صوفان
حسن صوفان من مواليد مدينة اللاذقية عام 1979، درس العلوم الشرعية في جامعة “الملك عبد العزيز” في المملكة العربية السعودية، التي سلّمته للنظام، وأودعه في سجن صيدنايا، لمدة 12 عامًا.
ووفق شهادات معتلقين في “صيدنايا” لعنب بلدي، فإن صوفان كان من أعضاء التفاوض أثناء الاستعصاء الشهير عام 2008، ويقولون إنه “رجل معتدل ومنفتح على الجميع، عرف عنه وقوفه في وجه التصعيديين الذين انضموا إلى تنظيم (الدولة الإسلامية) و(جبهة النصرة)”.
النظام السوري قرر الاحتفاظ بصوفان في سجونه رغم الإفراج عن العشرات المحسوبين على التيار الإسلامي عام 2011.
وخرج صوفان بصفقة تبادل أجرتها حركة “أحرار الشام” مع النظام السوري، في كانون الأول 2016، برعاية “الفاروق أبو بكر”، القيادي في “أحرار الشام”، والذي مثّل المعارضة في اتفاق حلب، وأفضى إلى خروج مقاتليها من المدينة في الشهر ذاته.
وعيّنت حركة “أحرار الشام” رئيس مجلس الشورى فيها، حسن صوفان، قائدًا عامًا لها، خلفًا لعلي العمر، في 1 آب الجاري.