“مزحة”.. بهذه الكلمة وصف نائب وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، الانتخابات التي أعلنت عنها “الجمعية التأسيسية لاتحاد شمال سوريا”، في المناطق التي تسيطر عليها، بهدف تشكيل “المؤتمر الديمقراطي الشعبي” للفيديرالية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سعي الفصائل الكردية، منذ العام الماضي، لإقامة نظام فيدرالي شمالي البلاد، والذي يشمل ثلاث مناطق.
منطقة الجزيرة في الحسكة، وعين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي، ومنطقة عفرين في ريف حلب الغربي، والتي لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإمكانية توجيه ضربة عسكرية للأكراد فيها، بسبب ارتباطاتهم بحزب العمال الكردستاني في تركيا، والذي يقود تمردًا على الحكومة التركية منذ ما يقارب 30 عامًا.
وتسعى الفصائل الكردية إلى توسيع مناطقها في الشمال السوري، ووصل مناطق سيطرتها المنفصلة عن بعضها البعض، لا سيما في الحسكة وحلب، وهو ما دفع بأنقرة إلى توجيه حملة عسكرية تقاطعها في مدينة الباب السورية، تحت مسمى قوات “درع الفرات”.
وتحظى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة لمؤازرة التحالف الدولي لها بضربات جوية أثناء صراعها من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وكان المقداد طالب، في تصريحات له يوم الأحد 6 آب 2017، عبر وكالة رويترز وهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أن تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن أنشطتها في الداخل السوري، محملاً “قسد” مسؤولية سقوط آلاف الأرواح في مناطق سيطرتها.
من جهته صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الجناح السياسي لـ “وحدات حماية الشعب” الكردية، والتي تتولى قيادات “قسد”، صرّح بأن الأكراد لا يسعون إلى إقامة دولة مستقلة لهم.
وأوضح مسلم لوكالة الأنباء الألمانية أن الانتخابات إنما جاءت لتنظيم الحياة في المناطق المحررة، “ولا نستطيع إقرار حل سوري شامل ورهن جميع تحركاتنا به، ونحن لا نعلم متى قد نتوصل إليه”.
وكانت المعارضة السورية وجهت اتهامات عديدة للقوات الكردية بتنسيقها مع نظام الأسد، لا سيما وأنها تحافظ على مراكز النظام في أماكن سيطرتها، لكن مسلم قال إنه لا احتكاك أو تماس بين “قوات سوريا الديمقراطية” والنظام حاليًا، وأن هدف القوات هو محاربة “داعش”.
وكانت الأخبار التي أشارت إلى سيطرة “قسد” على 45% من الرقة مؤخرًا، وهي النسبة التي أعلن عنها المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، قد أثارت قلق تركيا، ودفعتها إلى تعزيز حماية حدودها مع سوريا بالمدرعات الثقيلة.
ويأتي الإعلان عن الانتخابات في مناطق سيطرة الأكراد في سوريا، متزامنًا مع إعلان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، عن استفتاء يوم 25 أيلول القادم، لتحديد مصير الإقليم إذا ما كان يحظى بأغلبية مؤيدة لانفصاله عن العراق.