عنب بلدي – العدد 112 ـ الأحد13/4/2014
كانت المؤسسات الثقافية في سوريا مرتبطة بحبل سري مع النظام القائم، تتغذى منه وتغذيه، وطبيعة تلك المؤسسات القائمة هو أنها تحولت إلى منابر حزبية بعثية بجدارة؛ فتلاشى النتاج الفكري الأدبي الحقيقي اللصيق بالواقع، المعبر عن نبضه الحي، باستثناء ما تريده السلطة السياسية أو تباركه، فوحده من يطفو على السطح ويظهر، وهذا من جهة النظام.
بعد قيام الثورة السورية برزت أسماء مفكرين وكتاب مواكبين للثورة، كما سمر يزبك وياسين الحاج صالح، لكن خارج أي حاضنة سياسية؛ فالائتلاف الوطني لم يلتفت أبدًا إلى الجانب الفكري والثقافي في الثورة السورية، ووجه كل الطاقات وكرّس كل الجهود تجاه العمل السياسي والعسكري والإغاثي. ومع ذلك سعى بعض الشباب المثقف إلى تأسيس اتحاد الكتاب السوريين الأحرار في الكويت يوم 10 شباط (فبراير) 2013 “كحاضنة للكتاب الأحرار”، وتفرع له مكاتب في عدد من الدول العربية والأجنبية من بينها تركيا، بهدف ممارسة أنشطته الثقافية والفكرية.
قام الاتحاد ولم يلاحظ له نشاط أو دور حقيقي وفاعل في مواكبة الواقع الثوري والإنتاج الأدبي للشباب، فتطالعنا هنا التساؤلات: كيف تشكل الاتحاد وماهي الأنشطة التي قام بها؟ وما هي المشاكل التي تواجهه؟ وما هي الحلول المطلوبة لتفعيل دوره؟. كل تلك الأسئلة يجيب عليها رئيس مكتب الاتحاد في تركيا الكاتب الصحفي: صبحي الدسوقي.
أوضح السيد الدسوقي أن الصعوبات المالية التي يعاني منها الاتحاد تشكل عائقًا أمام تفعيل دوره إذ تحد من أدائه ومن ونشاطاته، كالمشاركة في المؤتمرات والأمسيات والندوات أو طباعة الكتب. وأوضح أنه ورغم أن الائتلاف الوطني السوري اعتبر الاتحاد الممثل الوحيد للكتّاب فإنه لم يقدم له أي شيء حتى الآن.
وأضاف أن إيجاد راع مسؤول يقدر دور الأدب والأديب سيفعل أداء الاتحاد ودوره، فالأعضاء موجودون وجاهزون لإحداث نقلة نوعية في مستوى الأداء، ولكن “نُجابه بصعوبة التمويل”. فالائتلاف “وعدنا ولم يؤازرنا أو يمدنا بالمال لتفعيل مكاتبنا”، وكذلك لم يتلق اتحاد الكتاب السوريين الأحرار سوى الوعود من رجال الأعمال السوريين “طالبت مؤتمر رجال الأعمال السوريين الذي انعقد في غازي عنتاب بالوقوف مع مشروعنا الثقافي… ولا زالت مواقفهم وعودًا”. وأوضح رئيس مكتب الاتحاد أن “كل النشاطات والأمسيات الأدبية التي دعيت إليها وشاركت بها باسم الاتحاد كانت من أموالي الخاصة”.
وإن لم يكن دور الاتحاد واضحًا بعد، فإن عدد الأعضاء المنتسبين إليه بلغ المئتين، فيما تأتي طلبات التقدم للانتساب بشكل يومي تقريبًا، وهناك العديد من الطلبات التي ينظر بها دومًا [h1] وفقًا للسيد الدسوقي، الذي يتمنى من المعارضة السياسية رعاية “هذه المؤسسة الثقافية كحاضنة للشباب المثقف الثوري”.
وعن العضوية في الاتحاد أوضح السيد الدسوقي أنها متاحة لكل كاتب سوري حر يؤمن بقيم الثورة وأهداف الاتحاد، وهي متاحة لكل كاتب عربي حر من كتاب الربيع العربي بعضوية شرف حددها النظام الداخلي للاتحاد. كما يتيح للكتاب الفلسطينيين المقيمين على أرض سوريا عضوية كاملة كأقرانهم من الكتاب السوريين.
وأكد أن الاتحاد يؤمن بحرية التعبير ضمن منظومة المجتمع السوري متعددة الأعراق، ويسمح للكتاب الذين يكتبون بلغات أخرى غير العربية (الكردية والآشورية) بالعضوية الكاملة على شرط ترجمة ما يكتبون إلى العربية لتتسع دائرة الثقافة والفكر ضمن مجتمع مدني يؤمن بقيم الآخر الشريك في الوطن.
- نبذة عن البيان التـأسيسي للاتحاد
اتحاد كتاب سوريا الأحرار اتحاد ثقافي يضم الأدباء والمثقفين السوريين الأحرار بمختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم، وهو مطلب ملح أفرزته الأحداث الجارية في سوريا الحبيبة، ليكون منبرًا حرًا يستطيع أعضاؤه إعلان مواقفهم من القضايا الثقافية والوطنية في هذه المرحلة الحاسمة من عمر ثورة الشعب السوري؛ وهو مؤسسة مستقلة تسعى إلى حماية الكاتب السوري، وتقف إلى جانبه في القضايا التي تتعلق بحرية الرأي والتعبير والإبداع، وتدافع عن حقوقه المادية والمعنوية أمام ما يتعرض له من قمع للرأي، أو مصادرة للكلمة الحرة ضمن حدود ما تواضع عليه المجتمع العربي، وضمن منظومة القيم العامة التي يؤمن بها ذلك المجتمع. والاتحاد يمد الأواصر بين التراث والمعاصرة برؤية حرة، ويسعى إلى مساعدة الكتاب الشبان على نشر إنتاجهم، وإلى تعريف القارئ العربي وغير العربي بالأدب والثقافة السورية، وهو فكرة نبتت وتبرعمت في أذهان ثلة من الكتاب السوريين الأحرار وأثمرت أخيرًا بإعلان هذا الاتحاد الميمون.