قرآن من أجل الثّورة 112
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
- الحياة مقدّسة
لأن الحياة ذات قيمة، لأنه لا توجد روح رخيصة، دخلت امرأة النار في هرّة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. كم من المراجعة والتمحيص والتدقيق والشورى سيأخذ منك الأمر حتى تقرر هدم الكعبة؟! بل هل هناك لديك سبب في الحياة لهدمها؟! إذًا اعلم أن هدمها حجرًا على حجر أهون من إراقة دم مسلم، فقط مسلم وليس مؤمن {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} (سورة الحجرات، 14). حتى هؤلاء هدم الكعبة حجر على حجر أهون من سفك دم أحدهم. من يلقي عليك السلام فقد عصم دمه، ولا تقل له لست مؤمنًا تريد عرض الحياة الدنيا من سلطة وسلاح وسطوة {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (سورة النساء، 94) لأنه إذا جنح أي أحد للسلم فلا بد أن نجنح لها ونتوكل على الله فنحن دين السلام والإسلام {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} (سورة الأنفال، 61) ولأن الحياة أي حياة ذات قيمة ولأن الله كّرم بني آدم… كلهم!
- غياب التواصل
في بداية الثورة كانت هناك نقاشات بين الثوار والمنحبكجية، مع مرور الأيام صار المنحبكجية في واد والثوار في واد، كل له عالمه وإعلامه وحقائقه. ثمّ بدأت النقاشات بين أنصار السلمية وأنصار العسكرة، ومع مرور الوقت صار جماعة السلمية في واد وجماعة العسكرة في واد. بعدها بدأت الخلافات بين الإسلاميين والعلمانيين، ثمّ أصبح كلّ منهم في واد. ثمّ انقسم الإسلاميون بين داعش وجبهة نصرة وأحرار الشام و… وصار كل واحد منهم في عالمه الخاص يموت في سبيل جنته ويقتل من يراهم كفّارًا. مع تقدم الثورة كان شيء واحد يتراجع بثبات.. وهو التواصل! {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (سورة الروم، 32) {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} (سورة الأنعام، 65).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :