كلية حربية في الغوطة الشرقية لـ “جيش بمعايير عالمية”

  • 2017/08/06
  • 2:36 ص

آلية عمل الكلية الحربية في الغوطة الشرقية - آب 2017 (عنب بلدي)

عنب بلدي – الغوطة الشرقية

برز الحديث عن الكلية الحربية في الغوطة الشرقية، عقب تخريج الدفعة الأولى من دورة “الشهيد محمد زهران علوش”، بإشراف ضباط المجلس العسكري في دمشق وريفها، في 13 تموز الماضي، وتكريمهم من قبل عسكريين على رأسهم قائد “جيش الإسلام”، عصام بويضاني.

تأسس المجلس العسكري في دمشق وريفها عام 2013، تحت راية “القيادة الموحدة”، وكان الهدف منه ضم كافة الضباط في الغوطة الشرقية، المنتسبين للفصائل والمستقلين، في جسم واحد، واستقطب حينها قرابة 100 ضابط.

إلا أن حلّ “القيادة الموحدة” وضياع دورها، في ظل الخلافات بين فصائل الغوطة الشرقيّة، حدّ من دور المجلس، ويضم حاليًا ضباطًا من “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” وآخرين مستقلين ومن منطقة القلمون وضباطًا من درعا، إضافة إلى بعض الخريجين المنضمين له، وفق الناطق باسم المجلس.

وفي ظل التشتت الفصائلي في الغوطة، يتساءل كثيرون عن آلية العمل ضمن الكلية وتبعية العناصر التي تُخرّجهم، وإمكانية انخراط مدنيين من غير المقاتلين فيها، وخاصة مع حديث البعض عن تبعيتها بشكل غير مباشر لـ “جيش الإسلام”.

المقاتلون يريدون خبرات الجيوش النظامية

قتيبة سعيد، مقاتل في “فيلق الرحمن”، يقول إنه سمع بالكلية من بعض أصدقائه في “جيش الإسلام”، معتبرًا أن الخبرة التي اكتسبها خلال سبع سنوات “يمكن أن تتوج بتعلم العلوم الحربية والتكتيكات العسكرية للجيوش النظامية، إضافة إلى الخطط والاستراتيجيات على يد ضباط أكاديميين ذوي كفاءة”.

“اضطررنا لحمل السلاح ومرت السنوات علينا كثوار، اكتسبنا خلالها خبرة في المعارك”، يضيف قتيبة لعنب بلدي، ويرى أن “النظام يستعين بخبرات دول العالم كله من روسيا لإيران والصين وكوريا ولنا الحق في ذلك”، متمنيًا أن “تعود الغوطة يدًا واحدة وأن تكون الكلية لجميع أبنائها وليس لفصيل دون آخر”.

أبو الفاروق محمد، مقاتل في “جيش الإسلام”، يعتبر أن الكليات الحربية “ضرورة واجبة لتدريس العلوم العسكرية، على أسس العقيدة وزرع المنهج الصحيح لدى المتعلم أو المنتسب”، معتبرًا أنها “قاعدة للمقاتل والمجاهد تطور من أدائه بعد سنوات من قتال نظام الأسد”.

تجاوب من جانب واحد

للوقوف على آلية العمل في الكلية، تحدثت عنب بلدي إلى المقدم عمار عيسى، الناطق الرسمي  باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها، وقال إن فكرة إنشائها طرحت عام 2015، “لكن الإمكانية كانت قليلة، ما دعا المجلس لطلب الدعم من بقية الفصائل، ولم يتجاوب سوى جيش الإسلام”.

شروط قبول الطلاب في الكلية الحربية حدّدها عيسى بأن يكون مقاتلًا على الجبهات منذ ما لا يقل عن سنتين في “العمل الميداني”، وأن يحمل شهادة علمية، موضحًا “الطلاب خريجو المعاهد والكليات والشهادات الثانوية، وهناك بعض حاملي الإعدادية الذين أثبتوا جدارتهم على الجبهات وعددهم قليل”.

35  ضابطًا و150 صف ضابط

تهدف الكلية إلى منح الخبرات النظرية والأكاديمية والعملية، وتضم اختصاصات المشاة، المدرعات والهندسة العسكرية والكيمياء والإشارة.

وانتسب إليها، منذ عام 2015، نحو 200 طالب وتخرج 35 منهم، وفق مناهج عملية جُمعت من الكليات الحربية التي درس فيها ضباط النظام السوري كلٌ حسب اختصاصه، إضافة إلى مناهج من كليات تركية ومصرية وسعودية، وبعض المناهج من كليات غربية، وفق عيسى.

ويتدرب المنتسبون على مختلف الأسلحة، كمضادات الدروع والصواريخ الحرارية (تاو)، والمدرعات، إضافة إلى دروس حول الأسلحة الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية، ويضم كل فرع تدريب من عشرة إلى 20 ضابطًا.

من المقرر أن تبدأ تدريبات الدورة الثانية خلال أشهر، وفق الناطق باسم المجلس العسكري، ويقول إن الأسماء جُمعت بعد خضوع المتقدمين لفحوصات طبية وثقافية ودراسية، على يد لجنة مختصة من الكلية.

كما تتضمن الكلية مدرسة لتخريج صف الضباط، وقد تخرجت دورتان من هذا المستوى ضمتا 150 طالبًا.

لبناء جيش وطني احترافي

وأكّد عيسى أن الهدف من الكلية “بناء جيش منظم ليكون نواة لجيش وطني مطابق للمعايير العالمية، من حيث التسليح والفكر والعقيدة”.

وتستقبل الكلية الطلاب التابعين للفصائل، “ليعملوا بعد تخرجهم على جبهات الفصيل الذي ينتمون إليه”، وفق عيسى، مؤكدًا “لا يحق للمدني دخول الكلية إلا بعد انتمائه لفصيل، فلا يُمكن تدريبه والعمل على تأهيله ليعود بعدها إلى الحياة المدنية”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا