إجراءات ووسائل للتخفيف من أعرض البواسير
د. أكرم خولاني
رغم ما يسببه مرض البواسير من انزعاج للمريض إلا أنه مرض بسيط وسهل العلاج، لكن أغلب مشكلاته تنتج عن تأخر العلاج نتيجة شعور المريض بالحرج من مراجعة الطبيب بخصوص المشكلة، لذلك ينصح بمراجعة الطبيب عند الإحساس بحكة وهرش في منطقة الشرج بشكل مستمر، أو نزول دم غير مصحوب بألم مع البراز، أو الشعور بألم في منطقة الشرج وما حولها أثناء الجلوس أو أثناء التبرز، أو الشعور بكتلة بارزة من فتحة الشرج.
في المراحل الأولى للبواسير هناك إجراءات منزلية بسيطة للغاية قد تساعد بشكل كبير في التخلص من المشكلة في مهدها، ويمكن مشاركة تلك الإجراءات بالعلاج الدوائي بشكل مساعد، وفي الحالات المتوسطة قد يتم اللجوء إلى بعض التداخلات غير الجراحية التي يقوم بها الطبيب في العيادة، أما في الحالات المتقدمة فقد تحتاج علاجًا جراحيًا عبر عدة تقنيات يمكن استخدامها.
ما الإجراءات الأولية المنزلية لتخفيف الأعراض؟
- أطعمة عالية الألياف: التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والقمح والبقوليات، يسهل حركة الأمعاء ويليّن البراز.
- تصحيح سلوكيات التواليت الخاطئة: الحرص على دخول الحمام للتبرّز في أوقات ثابتة كل يوم، مرة صباحًا ومرة مساء على الأقل، ودخوله عند الشعور برغبة في التبرز وعدم تأجيل الأمر، وعلى تجنب الدفع الزائد لإجبار نزول البراز، وتجنب الجلوس في الحمام لفترات طويلة بدون داعي، وعدم استخدام ورق المراحيض الجاف واستبداله بورق مراحيض رطب لا يحتوي على الكحول أو العطور.
- مغاطس دافئة: الجلوس لمدة 15 – 20 دقيقة في ماء دافئ بعد كل تبرز أو 3-4 مرات يوميًا يساعد في تخفيف أعراض الحكة وتهيج الجلد وانقباض العضلات، وينبغي أن يغطي الماء منطقة الحوض والفخذين.
- الحفاظ على نظافة منطقة الشرج: الحرص دائمًا على تنظيف منطقة الشرج وما يحيطها باستخدام الماء الدافئ بشكل جيد، مع تجنب استعمال المواد المحتوية على كحول لأنها قد تزيد من تهيج الجلد، والتجفيف برفق باستخدام فوط ناعمة.
- وضع مصدر بارد: والمقصود هنا على المنطقة التي يظهر فيها الباسور للتخفيف من التورّم.
- الرياضة: ممارسة الرياضة تساعد على تحسين الدورة الدموية بشكل عام وتقوي جدران الأوعية الدموية.
- علاج المشكلات الأصلية: كالإمساك المزمن أو السعال المزمن، وفي حالة المدخنين ينصح بالتوقف عن التدخين وإعطاء أدوية لتخفيف السعال.
ما الأدوية التي تُستخدم في علاج البواسير؟
تستخدم بعض الأدوية كعلاج مساعد في الحالات البسيطة من المرض حين تقتصر الأعراض على الانزعاج، وتشمل هذه الأدوية:
- المليّنات: تهدف لمنع الإمساك وتسهيل مرور البراز دون معاناة، ويفضل تحديد النوع والجرعة من خلال الطبيب وعدم تناولها من تلقاء المريض.
- الأدوية الموضعية (تحاميل أو مراهم البواسير): يحتوي معظمها على مزيج من المكونات الفعالة، كريم حاجزي مثل الفازلين أو أكسيد الزنك، عامل مسكن للألم مثل ليدوكائين، ومضيق للأوعية مثل الأدرينالين، ويحتوي بعضها على جرعات منخفضة من الكورتيزون مثل هيدروكورتيزون لتخفيف الالتهابات.
ويجب الانتباه لعدم استخدام المستحضرات التي تحتوي على الكورتيزون لأكثر من أسبوعين، فالقيام بهذا الأمر من شأنه أن يسبب ترقق الجلد في المنطقة.
ويجب على مرضى السكرى التأكد من معرفة الطبيب بحالتهم أثناء وصف هذه المراهم، لأن بعضها قد يتداخل عند استخدامه فترة طويلة مع اعتدال نسب السكر في الدم.
- الفلافونوئيد: يخفف من احتقان الأوعية، إلا أن هناك شكوكًا حول فائدته.
- أدوية المسكنات: قد تحتاج بعض الحالات المترافقة بالألم لمسكنات بجرعة عالية مثل الإيبوبروفين والديكلوفيناك.
ما التداخلات التي يمكن أن يجريها الطبيب؟
في الحالات المتوسطة من المرض يمكن اللجوء إلى بعض التداخلات الجراحية الصغرى التي يجريها الطبيب في عيادته دون تخدير، وتشمل هذه الإجراءات:
- علاج البواسير بالشريط المطاطي: يوصى بِه كخط علاج أول لدى المصابين بالدرجة 1 – 3 من المرض، ويتم بوضع شريط أو اثنين من المطاط حول قاعدة الباسور الداخلي لمنع تدفق الدم إليه، فيسقط خلال فترة تتراوح بين 5 و7 أيام. قد يسبب هذا العلاج ألمًا شديدًا إذا وضع الشريط قريبًا جدًا من الخط المسنن، كذلك قد يسبب النزيف الذي قد يبدأ بعد 2- 4 أيام من العملية، ولكنه نادرًا ما يكون حادًا، وتصل نسبة الشفاء إلى 87% من الحالات.
- المعالجة بالتصليب: وتتم بحقن محلول كيميائي داخل البواسير، ما يؤدي لانقطاع الإمداد الدموي عنها وسقوطها، وبالرغم من أن هذا الحقن لا يسبب أي ألم إلا أنه قد يكون أقل فعالية من الشريط المطاطي، فنسبة الشفاء بعد أربع سنوات تساوي 70% تقريبًا.
- علاج البواسير بالتخثر (الكي): تستخدم هذه التقنيات عند فشل الطرق الأخرى، وتعتمد على استخدام الليزر أو الأشعة تحت الحمراء أو الكي الكهربائي أو الكي بالتبريد، إلا أن فرص عودة ظهور الباسور مرتفعة.
- استئصال الخثرة الباسورية: قد تؤدي البواسير الخارجية إلى حدوث تخثر مؤلم، وهنا يقوم الطبيب بالتخلص من هذا التخثر عن طريق إحداث شق لتصريف التخثر (استئصال الخثرة)، هذه العملية فعالة بشكل كبير في حال تطبيقها خلال الـ 72 ساعة التي لحقت تكون الخثرة في المنطقة.
تقنيات جراحية يمكن استخدامها
في الحالات المتقدمة وعند فشل الإجراءات المحافظة والبسيطة يتم اللجوء إلى الإجراءات الجراحية، وجميعها من الممكن أن تسبب تضيق الشرج واحتباس البول وسلس البراز، وتشمل هذه الإجراءات:
- استئصال البواسير جراحيًا: في هذه العملية يقوم الجراح بالتخلّص من الأنسجة الزائدة والتي تسبب النزيف تحت التخدير الموضعي أو العام، وتعد هذه العملية الأكثر فعالية في علاج البواسير بشكل كامل، ويوصى بها في المراحل المتقدمة 3 و4 للبواسير. مشكلتها أنها تترافق مع ألم شديد بعد الجراحة عادة ما يتطلب من 2 إلى 4 أسابيع للتعافي، ومن الآثار الجانبية المحتملة لهذه الطريقة من العلاج حدوث صعوبة في إفراغ المثانة بشكل كامل وحدوث التهابات في المسالك البولية.
- تدبيس البواسير: تتم هذه العملية باستخدام أداة جراحية مخصصة تقوم بقطع أنسجة البواسير المتضخمة مع إعادة موضعة سريعة للأنسجة السليمة المتبقية في موضعها التشريحي الطبيعي، ويكون الألم المترافق مع هذه العملية أقل من السابقة كما أن فترة الشفاء أقصر، إلا أن فرص الإصابة بالبواسير مجددًا أكبر، ويوصى بها في الدرجات 2 و3 من المرض، ومن الآثار الجانبية المتربطة بهذه العملية حدوث النزيف واحتباس في البول.
- ربط الشريان الباسوري الموجه بواسطة الأشعة فوق الصوتية (دوبلر): وفيها يتم استخدام الموجات فوق الصوتية دوبلر لتحديد دقيق لتدفق الدم في الشرايين ثم تربط هذه الشرايين ومن ثم تخاط الأنسجة المتدلية مرة أخرى لتعاد إلى وضعها الطبيعي. يكون معدل تكرار حدوث البواسير مرة أخرى أعلى قليلًا، ولكن مضاعفات العملية أقل، مقارنة باستئصال الباسور الجراحي. وتعتبر هذه الطريقة أقل تدخل جراحي ممكن.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بمرض البواسير؟
الطريقة الأفضل للوقاية هي منع حدوث الإمساك، بحيث يستطيع البراز العبور بسهولة، ويتم ذلك من خلال:
- تناول أطعمة غنية بالألياف الغذائية، وتجنب تناول الأطعمة التي تسبب الإمساك والأطعمة الموجود بها الكثير من البهارات خاصة الفلفل الحار.
- الإكثار من شرب الماء والسوائل.
- الامتناع عن بذل مجهود شاق أو رفع الأوزان الثقيلة.
- الدخول إلى المرحاض فور الشعور بالحاجة وعدم كبح هذا الشعور.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الامتناع عن الوقوف والجلوس لفترات زمنية طويلة.
- النوم على أحد الجانبين وليس على الظهر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :