أهالي الرقة يحتجون على ممارسات “قسد”: تجاوزت الحدود

  • 2017/08/06
  • 11:14 ص

أورفة – برهان عثمان

معاناة مستمرة يواجهها آلاف المواطنين من أهالي الرقة، الذين مازالوا يقطنون داخل بعض أحياء المدينة رغم اشتداد القصف والمعارك، من ممارسات “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي باتت تسيطر على حوالي نصف مساحة الرقة، وفق ما أعلنت غرفة عمليات “غضب الفرات” في 24 تموز.

تجاوزات بغطاء التحالف

إعدامات ميدانية واعتقالات لعشرات الرجال والشباب وتهجير أهالي بعض القرى والبلدات، هو نهج متصل ومستمر بدأته قوات “قسد” بعد دخولها إلى مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي في حزيران 2015، بحسب بعض الأهالي الذين التقتهم عنب بلدي، وعبروا عن استيائهم من تصرفات القوات الكردية التي تجاوزت “القيود الأخلاقية والحضارية”.

وإلى جانب ذلك تكررت مشاهد منع أهالي الريف الشمالي من العودة إلى منازلهم، إضافة إلى نهج الإدارة الكردية المستمر في تغيير أسماء المناطق، واتباع سياسة أمنية تقمع كل صوت معارض في محافظتي الحسكة والرقة، الأمر الذي أجج غضب الأهالي والناشطين وجعلهم يطالبون مرارًا بزيادة الرقابة على تصرفات “قسد” والعناصر التابعين لها دون أن تجد هذه المطالب آذانًا صاغية، في حين أن أغلب المظاهرات التي خرجت ضدهم تم قمعها وتفريقها بالقوة وأحيانًا بالرصاص الحي، بحسب ما قاله عمر الحسين (37 عامًا) من ريف الرقة لعنب بلدي.

وكانت عدد من الفعاليات المدنية في الرقة طالبت بضمانات دولية لتصرفات ”قوات سوريا الديمقراطية”، وإشراف أممي على مناطق سيطرتها، وخاصة مخيمات النازحين التي تشهد الكثير من التجاوزات.

وقالت الشبكة السورية إن التحالف الدولي، الداعم للقوات على الأرض، جارى منذ مطلع العام الحالي قوات الأسد في المسؤولية عن مقتل المدنيين، إذ وصل عدد الضحايا بسبب قصفه ثلث المجموع العام.

جمر تحت الرماد

هذه التصرفات رافقها تسريب عددٍ من التسجيلات والصور، خلال الأسبوعين الماضيين، عن قصف عشوائي على مناطق المدنيين، إضافة إلى إعدام رجل عجوز تجاوز الثمانين من عمره عقابًا على بقائه في منزله، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة حالة التوتر والاحتقان، وربما يؤسّس لنزاع جديد مقبل.

لكنّ القوات تنفي رسميًا أي تجاوزات، وقالت إنها جريمة واضحة المعالم، لكنها تنصّلت من أن يكون العنصر تابعًا لها.

محمد سلطان (31 عامًا) مواطن من الرقة، تساءل “ماذا ينتظرون من الناس، وكيف يتوقعون أن تكون ردود فعلهم”، وأضاف لعنب بلدي أن “لكل فعل ردة فعل مساوية له بالقوة ومعاكسة له بالاتجاه، وهذا ما يدركه تنظيم الدولة جيدًا، ويحاول الاستفادة منه في خلق رفض محلي لقوات سوريا الديمقراطية ومشروعها”.

لا يرى الشاب أي مستقبل لعقلية تحاول تغيير وجه المنطقة، وفرض منظومة أخلاقية واجتماعية وثقافية جديدة عليها، معتبرًا أن “قسد لا بد أن تحرص على قاعدتها الشعبية في منطقة ذات أغلبية عربية ومسلمة وإلا فقدت حاضنتها وانقلبت ضدها”.

وحذر سلطان من “الحصاد المر”، بحسب تعبيره، كون الغطاء الدولي من التحالف الداعم للقوات، لن يدوم طويلًا ولا مصلحة لأحد باسترضاء الخارج وكسب عداوة الداخل، لافتًا إلى أن “المنطقة عشائر لا تسكت على ضيم ولا تقبل بسلوك معوج”.

في حين يرى عدد من الناشطين، الذين التقتهم عنب بلدي، بأن هذه التصرفات، مهما كان دافعها، فإنها تخلق صدعًا يصعب ردمه بين الأهالي المتمسكين بأرضهم وقيمهم، وبين قوات سيطرت على هذه الأرض بالقوة وتحاول فرض سيادتها مدعومة بقوة غربية.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا