عنب بلدي – خلود حلمي
أكاديمية آفاق للتطوير والتغيير، التي أنشأها مجموعة من الناشطين السوريين، في مدينة غازي عنتاب التركية، وسيلةً لخدمة الثوار بحسب تعريفهم لأنفسهم، ارتأت أن خدمة الثوار تكون في التوجه للمقاتلين على الجبهات وتوعيتهم في مجال قواعد القانون الدولي الإنساني والدعم النفسي والتخطيط الاستراتيجي.
وقد أنهت الأكاديمية تدريبها السادس في هذا المجال الذي يمنح لمقاتلين سوريين في جو هادئ بعيد عن صخب المدينة وضجيج الحرب، لستعيدوا شيئًا من عزيمة تعيدهم مقاتلين لا قتلة وتحيي فيهم مبادئ القانون الإنساني بمقاربته مع الشريعة الإسلامية.
وبحسب أسامة أبو زيد، مدرب القانون الإنساني في الأكاديمية، فإن إشكالية وجود مدرب أجنبي بسبب عائق اللغة وحساسية المقاتلين تجاه أي مشروع غربي ولدت لديهم الدافع لإنشاء أكاديمية يقوم عليها سوريون بكافة الكوادر التدريبية والتنظيمية لتأمين منهاج قانوني ونفسي للمقاتلين. كما يتم توزيع كتيبات «مقاتل لا قاتل» على كل المتدربين، ويعطى القادة عددًا أكبر من الكتيبات لتوزيعها على العناصر التي تقاتل معهم.
وبالنسبة للتدريب النفسي، يقول محمد السيد، وهو مرشد نفسي، التدريب لا يقدم للمشاركين برنامجًا نفسيًا وإنما آليات للدفاع عن أنفسهم والحفاظ على توازنهم النفسي في حال تعرضهم لصدمات خلال القتال، ومهارات إدارة الضغوط للوصول إلى درجة عزل بين نفس المقاتل وبين الحدث، للتصرف بطريقة أسلم في حال الأزمات. والدور الذي يقوم به المدرب النفسي هو «تحريك الكلس الراسب» عن النوابض لإكسابها شيئًا من المرونة مع الأخذ بعين الاعتبار استدامة التواصل مع المتدربين كي لا يتحول الأمر إلى «فتح لجرح وتركه عرضة للهواء والجرائيم».
ويحوي الكتيب الذي تقدمه الأكاديمية للمشاركين نصائح قانونية للمقاتلين عن كيفية التصرف أثناء النزاعات، بأسلوب سهل وطريقة محببة تعتمد على الصورة أكثر من الكلمة. ناهيك عن حجمه الصغير الذي يجعل من السهل حمله في كل مكان.
والأكاديمية عبارة عن سكن للمتدربين، فيه أسرة تتسع لخمسة عشر متدربًا والعدد قابل للزيادة بعد التوسعة المحتملة لمقر الأكاديمية. وهي مجهزة بكافة التجهيزات السمعية والبصرية وتحوي 4 استوديوهات صوتية. والجو الأسري في الأكاديمية يضفي المزيد من جو الألفة على المتدربين، ففيها صالون كبير فيه شاشة تلفاز تعرض عددًا من الأفلام العسكرية-الإنسانية. ويناقش المتدربون أحوال البلاد والجبهات ما يجعل من الأمر نواة لبناء جسور تواصل بين المقاتلين من كافة المناطق للتشبيك فيما بينهم في المستقبل.
أكاديمية آفاق التي تسعى لخلق برنامج تدريب سوري بأياد سورية لا تتبع لجهة معينة جعل أمر حصولها على تمويل صعب في ظل تسييس القضية السورية، وبالرغم من ذلك تسعى للحفاظ على دورها السوري.