برزت في الأيام القليلة الماضية تصريحات لسياسيين ومعارضين سوريين حول ما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل القريب من وجهة نظرهم.
التصريحات تنوعت بين بقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ومستقبل سوريا السياسي، وبين إلقاء اللوم على الفصائل الإسلامية، التي تتبع نهجًا وفكر عقائديًا، ودورها في إفشال الثورة السورية، عن طريق دعوتها لإقامة إمارات وفق الشريعة الإسلامية، ما جعل دول العالم تجتمع قاطبة على قتالها وصرف النظر عن محاربة النظام السوري.
الحرب انتهت
الآراء حول مسقبل سوريا السياسي وما شاع الفترة الماضية بين المحللين حول اقتراب الحل، تزامن مع اتفاقيات مناطق “تخفيف التوتر” في درعا وريف حمص الشمالي والغوطة، والحديث في أروقة السياسيين عن توافق دولي حول قرب التوصل إلى حل سوري ينهي الصراع الدائر منذ سنوات.
اتفاقيات “تخفيف التوتر” دفعت عضو وفد المعارضة السورية إلى جنيف خالد المحاميد، للقول بأن الحرب في سوريا انتهت.
واعتبر المحاميد العضو المستقل ضمن وفد “الهيئة العليا” للمفاوضات، في حديثٍ لقناة “الحدث” الأربعاء 2 آب، أنه “حسب المعطيات والقراءات نستطيع التصريح بأن الحرب وضعت أوزارها بين فصائل الجيش الحر والنظام”.
حل سياسي قريب أم مضيعة للوقت
المعارض السوري، ميشيل كيلو، أكد ما جاء على لسان محاميد، وقال في تسجيلات صوتية حصلت عنب بلدي عليها إن “الحرب ستنتهي ويمكن أن نكون اليوم في الفصول الأخيرة من الحرب بسبب التوافق الدولي”.
كيلو قال إنه “بقدر ما يتقدم التفاهم الدولي حول حل سياسي، وبقدر ما يتقدم التفاهم على دور إيران وعلى ترضية أمريكا وروسيا لمطالب إسرائيل، وعلى شكل الحل التوافقي في سوريا، بعتقد أن الحرب ستنتهي”.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه رئيس “الائتلاف لقوى الثورة السورية المعارض” السابق، معاذ الخطيب، بأن الحل هو سوري- سوري وأن محادثات جنيف وأستانة هي مضيعة للوقت، اعتبر كيلو بأن “الحديث اليوم يدور حول قيام مرحلة انتقالية يبقى خلالها الأسد، في حال التزمت جماعته (المخابرات العلوية)، بالتهدئة والنظام الجديد، ثم يرحل”.
كيلو اعتبر أن سوريا القديمة لن تعود كدولة مركزية يحكمها نظام رئاسي، ولن تعود كبلد فيها أقليات مظلومة ولن تعود كبلد استبدادي.
لكن في الوقت نفسه لن تكون سوريا ديمقراطية وحرية، وتقدم لأقلياتها حقوقها، وقائمة على تفاهم عميق بين جماعاتها الوطنية، معتبر ذلك “سيرورة تاريخية ستأخذ منا وقت طويل لنصل إليها”.
هجوم على الفصائل الإسلامية
التحليلات السياسية رافقها هجوم على الفصائل الإسلامية خاصة بعد توسعة “هيئة تحرير الشام” الشهر الماضي، سيطرتها على مدينة إدلب وما رافقه من تهديدات وزارة الخارجية الأمريكية للهيئة.
كيلو أعرب عن تخوفه على المواطنين في إدلب مما سماها حماقات (هيئة تحرير الشام) معتبرًا أنه ممنوع دوليًا إقامة نظام إسلامي في سوريا.
وتساءل أنه “إذا كان ممنوع، إقليميًا ودوليًا وتركيًا، أن يقوم نظام إسلامي في سوريا، فلماذا تقاتل جبهة النصرة، وإذا هدفها السياسي مستحيل فلماذا تقاتل؟”
ووجه رسالة إلى قائد “جبهة النصرة” السابق والقائد العسكري لـ”هيئة تحرير الشام” حاليًا، أبو محمد الجولاني، بأنه “إذا كنت تحب المسلمين فغادر إدلب وسوريا”.
الحديث عن إدلب وسيناريوهات المستقبلية دفعت الضابط المنشق عن النظام، العميد الركن زاهر الساكت، إلى اتهام الفصائل الإسلامية بتأخير نجاح الثورة السورية، واعتبر الساكت، في تسجيل مصور، أن “ثورتنا هي كرامة وحرية وليست إسلامية، مشيرًا إلى أن إعلان فصائل إسلامية دفعت العالم للاجتماع على قتالنا”.
واتهم الضابط قادة الفصائل الحاليين الذين أصبحوا، من وجهة نظره، تابعين ومرهونين للدول الخارجية ويأتمرون بأمرها، بسرقة جميع المعامل والمصانع في حلب، إلى جانب شبيحة النظام السوري، ما أدى إلى عدم اعتماد الثورة على مواردها الطبيعية، وبالتالي أصبحت مرهونة ماليًا للدول الداعمة.
وحمل القادة، إلى جانب الأسد، مسؤولية الدماء في سوريا، مطالبًا الضباط المنشقين “الأحرار” الانقلاب عليهم وتشكيل جيش وطني.
وإلى جانب الساكت أكد معاذ الخطيب على وجود لصوص في الثورة أسهموا في تأخر انتصارها، قائلًا “بمقدار ما كان هناك إجرام من النظام ظهرت أمور سلبية من بعض الأطراف الأخرى، فهناك لصوص آثار ولصوص أعضاء بشرية ولصوص أموال ومنظمات”.
–