تستعد حكومة النظام السوري للإفراج على آثار متحف دمشق الوطني بعد أن كانت مخبّئة في مخازن، “حفاظًا عليها” من التدمير، وذلك عقب توقيع اتفاق “خفض التوتر” في الغوطة الشرقية المتاخمة للعاصمة السورية.
وبحسب تصريحات صحفية لنائب رئيس المتحف، جهاد أبو كحلة، اليوم الأربعاء 2 آب، اعتبر أنّ “التزام فصائل المعارضة بالاتفاق هو ما ساعد على إعادة فتح المعرض، رغم أنه يبعد أربعة كيلومترات عن مواقع سيطرة المعارضة السورية.
ويقع المتحف الوطني وسط مدينة دمشق، قرب جسر “الرئيس”، فيما تتمركز فصائل المعارضة في بلدات وقرى الغوطة التي تتداخل مع العاصمة في الجزء الشمالي الشرقي منها.
ولم يلتزم النظام السوري بالهدنة، وشنّت قوات الأسد خلال الأيام الماضية حملة عنيفة على بلدات الغوطة، ما أدى إلى تضرر القطاعات الخدمية والصحية بشكل كبير.
نائب رئيس المتحف، تحدّث لوكالة “إنترفاكس” الروسية، عن وجود عدد كبير من القطع النقدية ولوحات الفسيفساء والتماثيل العريقة المحفوظة في خزائن تحت الأرض.
كما نوّه أبو كحلة إلى أن هذه الخزائن تحتوي أيضًا على تماثيل من متاحف حلب وإدلب ودير الزور وتدمر، كان الموظفون قد نقلوها خوفًا عليها من التدمير، كما نقلت شبكة “روسيا اليوم”.
وكانت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا أكّدت عام 2015 أنّ 300 ألف قطعة وآلاف المخطوطات الموزعة على 34 متحفًا في سوري، بينها 80 ألفًا من متحف دمشق وحده، محفوظة في مخابئ سرية محصنة ضد الحرائق والقذائف والفيضانات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ولم يحدد أبو كحلة موعد إعادة افتتاح المتحف، ولكنه قال إنها ستتم في “المستقبل المنظور”، إذ كانت حكومة النظام أغلقته قبل نحو أربعة أعوام.
وتعرّض آثار سوريا خلال ستة أعوام من الحرب لدمار كبير، فضًلا عن السرقات “الضخمة” لمواقع أثرية مهمة، تحدّثت عنها تقارير لجهات تراثية وإعلامية عالمية، دون القدرة على حصر كمّية السرقات، وإجمالي الخسائر الناتجة عنها.