يتصدّر رئيس مجلس شورى “حركة أحرار الشام”، حسن صوفان، قائمة أبرز المرشحين لقيادة الحركة، في ظل التغييرات التي تعمل عليها حاليًا، ما يؤشر إلى تحوّل جديد قد يطرأ على البنية التنظيمية للفصيل وبالتالي توجهاته وسياساته.
ومع تأكيدات “أحرار الشام” لعنب بلدي أن تغييرات منتظرة ستصدر عن القيادة قريبًا، توالت التكهنات بخليف قائدها الحالي علي العمر (أبو عمار).
صوفان الذي أمضى 12 عامًا في سجن صيدنايا، ربما يكون الأجدر للقيادة.
وبرزت إمكانية إعادة ترتيب البيت الداخلي للفصيل لدى خروج صوفان بصفقة تبادل أجرتها الحركة مع النظام السوري، في كانون الأول 2016، برعاية “الفاروق أبو بكر” القيادي في “أحرار الشام”، والذي مثّل المعارضة في اتفاق حلب، وأفضى إلى خروج مقاتليها من المدينة في الشهر ذاته.
صوفان من مواليد مدينة اللاذقية عام 1979، درس العلوم الشرعية في جامعة “الملك عبد العزيز” في المملكة العربية السعودية، التي سلّمته للنظام وأودع في سجن صيدنايا سيئ الصيت.
عشرات التعليقات غزت مواقع التواصل حول تسلم خريج صيدنايا قيادة الحركة، وعبّر البعض عن استغرابهم من تصديره لكونه “سلفيًا جهاديًا”، ما يُمكن أن يُغيّر من نهج الحركة الذي بدأ يتجه نحو الاعتدال نوعًا ما في الفترة الأخيرة.
يُغرّد المرشح الأبرز على “تويتر” باسم “شادي المهدي”، ورغم قلة ما يكتبه هناك، إلا أنه يرى أن “المعركة لدفع البغي وإنهاء الوصاية على الشعب من الضرورات”.
ووفق شهادات معتلقين في “صيدنايا” لعنب بلدي فإن صوفان كان من أعضاء التفاوض أثناء الاستعصاء الشهير عام 2008، ويقولون إنه “رجل معتدل ومنفتح على الجميع، عرف عنه وقوفه في وجه التصعيديين الذين انضموا إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”.
وحكمت المحكمة على “أبو البراء” بالسجن المؤبد حينها بينما أعدمت ستة آخرين.
ويوصف صوفان (أبو البراء) بأنه تلميذ الأب الروحي لحركة “أحرار الشام”، الشيخ محمد أيمن موفق أبو التوت (أبو العباس الشامي)، والذي كان معتقلًا في صيدنايا.
واحتفظ النظام به في السجن، رغم إفراجه عن عشرات المحسوبين على التيار الإسلامي عام 2011، والذين باتوا قادة كبرى الفصائل والتشكيلات الإسلامية، ومنهم: زهران علوش مؤسس “جيش الإسلام”، حسان عبود مؤسس “أحرار الشام”، وأحمد الشيخ (أبو عيسى) مؤسس “صقور الشام”.
ويُقال إنه كان من أبرز المقربين لمؤسس الحركة، حسان عبود (أبو عبد الله الحموي)، وصهر رئيس المكتب السياسي الأسبق فيها، “محب الدين الشامي”، اللذين قتلا بتفجير مقر قيادة الحركة في ريف إدلب، في أيلول 2014.
كما له حظوة ومنزلة كبيرة لدى قادتها الحاليين، باعتباره من “الرعيل الأول”، وأحد أبرز طلاب الشيخ “أبو العباس الشامي”، وهذا ما دعا إلى العمل على صفقة خروجه على مدار تسعة أشهر، وفق مصادر عنب بلدي.
ومنذ وصوله إلى الشمال السوري، توسّم كثيرون خيرًا بصوفان، داعين إلى أن يكون مؤلفًا لقلوب قادة الفصائل”، إلا أنه تسلم مجلس شورى الحركة وبقي في الصفوف الخلفية، رغم حساسية منصبه وقوته.
آخر التعليقات على ما يجري في الشمالي السوري، جاءت على لسان صوفان في تسجيل صوتي، 19 تموز 2017، وقال إن المعركة ضد “تحرير الشام” وجودية ولا مهرب منها.
ويرى صوفان أن الثورة “انحسرت بعد تدخل داعش، وفقدت جزءًا هامًا من الأراضي فتدخلت الدول وأرسلت جنودها حتى صارت بلادنا مزرعة إقليمية مقسمة”.
ويُقال إنه شخص توافقي لدى القسم الذي انشق عن الحركة وانضم إلى الهيئة (جيش الأحرار)، ما يطرح إمكانية مساعدته في رص صفوف الحركة وتعزيز قوتها، عقب التشتت الذي ألمّ بها خلال قتالها الأخير مع “تحرير الشام”، والذي حدّ من انتشارها شمال سوريا.
وبينما وصف بعض “المنظرين المنفتحين” تسليمه القيادة “ببيعة الجولاني” انحيازًا إلى الفكر المتشدد في الحركة، اتهمه متشدّدون بأنه “من أنصار الدعوة الديمقراطية”.
إلا أن الفريقين يجتمعان على صعوبة مهمّته في إدارة دفة الحركة في واحدةٍ من أعقد المراحل التي تعيشها، منذ تأسيسها في تشرين الثاني 2011.
–