عنب بلدي – العدد 111 ـ الأحد 6/4/2014
للحرب مشاهدها وانعكاساتها، ولعل الأكثر تأثرًا بها هم الأطفال. ويعبر الأطفال عن مشاعرهم بما يدور حولهم بطرق شتى، ولعل الرسم هو أكثر ما يستميلهم، لكونه اللغة البصرية التي يستطيعون التعبير بها عن ذواتهم.
علي الجاسم طفل سوري من مدينة الرقة، يبلغ من العمر سبع سنوات، بدأ مشواره مع الرسم منذ كان عمره أربع سنوات، وقد تم اقتناء بعض من لوحاته في كندا، وألمانيا، أمريكا، كذلك في مؤسسة ألوان في مدينة ليون الفرنسية.
يحدثنا الفنان التشكيلي خليل حم سورك عن تجربة تلميذه علي كفنان تجريدي:
علي لديه دائمًا أفكار، أفكار مسبقة في عقله الباطني الفطري، وهي مسألة ضرورية لإبداعات الأطفال، تقتصر رسومات علي على محيطه الصغير كطفل موهوب، وليس من الضروري أن يرسم الأشياء بأشكالها الحقيقية، لكنه يرسمها كما يراها هو، مثل أن يرسم الشجرة على شكل مثلث، وهذا وفق الاختزال والتجريد صحيح ولكن هو لا يدركها، مثال آخر على رسوماته.. يرسم أباه وأمه، ويبالغ في تكبير رسم أمه، وهذا يدل أنه متعلق بوالدته كثيرًا. أما بالنسبة للألوان التي تستهوي علي فهي كل الألوان، وهذا الشيء يدل على أنه يرى الحياة ملونة وفق منظوره هو، كما أنه دائمًا يمزج الألوان. ولأنه طفل صغير لا يتحكم بالريشة فإن الألوان تتداخل مع بعضها على سطح اللوحة فتعطي إحساسًا جميلًا قل نظيره، ولكن علي يميز تلك التداخلات اللونية، ويشرح لوحاته، ويدافع عنها بجرأة، وقد تغيرت ألوانه إبان الثورة فبدت تناسب حالة الحرب، واستطعت بصعوبة أن أعيده إلى ألوانه الكثيرة.
عند سؤال علي عن حلمه قال إنه يحلم بنقل مأساة أطفال سوريا إلى العالم من خلال معرض يقيمه في كل دول العالم، كي يعرف العالم ما يجري في بله من انتهاك للطفولة.
ويظل للأطفال لغتهم الخاصة التي يعبرون بها، ولعل اللغة البصرية أقربها للطفل ليعكس للعالم ما يريد قوله بالألوان.