منذ خروج دفعة من الآليات التابعة للنظام، السبت 29 تموز، من بعض قرى سهل الغاب في ريف حماة الغربي، يتساءل أهالي المنطقة عن حقيقة تسليمها للروس قريبًا.
وذكرت مصادر عسكرية متطابقة، أن 25 آلية ثقيلة تابعة لقوات الأسد، تحركت من قرى الرملة وقبر فضة والأشرفية والكريم، مرورًا بقرية البارد الموالية للنظان غربًا، لأسباب مجهولة.
ولم تصدر أي تفاصيل عن النظام السوري، إلا أن قياديين عسكريين معارضين أكدوا أن الأمر يأتي في إطار تسليم المنطقة للشرطة العسكرية الروسية.
وأنشأت قوات الأسد سواتر ترابية عالية بين مناطق سيطرة النظام في ريف حماة الشمالي الغربي ومناطق المعارضة، ابتداءً من 20 أيار الماضي.
وتركزت السواتر التي جاءت بطول ستة أمتار، حول قرى قبر فضة والكريم والأشرفية والرملة والتمانعة والحاكورة في سهل الغاب، وفق ما أكد القائد العسكري في “جيش النصر”، عبد المعين المصري، وهو من قرية قبر فضة، في حديث سابق إلى عنب بلدي.
وبحسب مراسل عنب بلدي في ريف حماة، فإن قوات الأسد ماتزال داخل تلك القرى حتى اليوم، وتحدث عن اجتماع يجري بين النظام والروس، مؤكدًا “ستتضح الأمور بعد انتهائه”.
المقدم حسان، قائد لواء الدبابات في “جيش النصر”، أكد في حديثه لعنب بلدي، أن الأمور تتجه إلى تسليم المنطقة للروس.
وقال المقدم إن ما يجري “بداية للحل السياسي الروسي وتنفيذ للاتفاق الذي جرى مع تركيا، ويُعمل عليه خلال هذه الفترة”.
وأضاف أن عددًا من الآليات خرجت أمس السبت، “والاجتماع اليوم في السقيلبية للروس مع لجان المصالحة”.
بينما اعتبر قيادي آخر (رفض كشف اسمه)، أن ما يجري من انسحابات “هي أرتال وهمية تخرج وتعود من وإلى مناطق النظام، ولا شيء مؤكد عن انسحابات كاملة”.
“الروس والإيرانيون ينتشرون ويسيطرون على معظم حواجز المنطقة منذ فترة طويلة”، وفق القيادي، واعتبر أنا ما يجري “ضجة إعلامية ولا شيء على الأرض”.
وفق المصري فإن ما يتردد على مسامع من يقطن في سهل الغاب، يتحدث عن أن الشرطة الروسية ستدخل على الخط بدلًا من النظام.
ويجري النظام إصلاحات لخطوط الكهرباء والمياه، وأضاف القيادي العسكري “هذا ما نسمعه لكن ليس لدينا دراية بالتفاصيل ومدى دقة المعلومات”.
ويرى مراقبون أن ما يجري يأتي في إطار “شرعنة تقسيم سوريا وفقًا للنفوذ”، من خلال رسم دقيق لمناطق “تخفيف التوتر”، التي رعتها موسكو وأنقرة في السادس من أيار الماضي.
–