بعد أسبوع من المواجهات على الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان، أُسدل الستار عن آخر فصول وجود فصائل المعارضة في المنطقة، بعد اتفاق أفضى إلى خروجها إلى إدلب شمال سوريا أو الرحيبة في القلمون الشرقي، معلنًا انتهاء وجود أي حراكٍ عسكري خارج سيطرة النظام السوري و”حزب الله” في منطقة تمتد من الزبداني حتى بلدة قارة.
بنود أربعة وتحذيرات
الطرفان توصلا إلى اتفاق تضمن أربعة بنود، كان أولها وقف إطلاق النار من صبيحة الخميس 27 تموز، والحفاظ على سلامة اللاجئين السوريين الراغبين في البقاء في عرسال، إضافة إلى خروج المقاتلين إلى محافظة إدلب بسلاحهم الخفيف مع عوائلهم ومن أراد من اللاجئين، مقابل إطلاق هيئة “تحرير الشام” لسراح خمسة أسرى من “حزب الله” بالتزامن مع خروج المحاصرين، بحسب ما قاله مسؤول العلاقات الإعلامية، عماد الدين مجاهد، لعنب بلدي.
عدد الأسرى ارتفع إلى ثمانية، بعد أسر ثلاثة عناصر من الحزب إثر خروقاته للاتفاق، بحسب ما قاله مسؤول الهيئة، أبو مالك التلي، لوكالة “إباء” التابعة للهيئة.
وحذر التلي الحزب من الهجوم على المنطقة أو الغدر بالمقاتلين أثناء خروجهم، مشيرًا إلى أنه “سيدفع ثمنه هؤلاء الأسرى الثمانية”.
لكنّ صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقرّبة من الحزب، أوضحت أن “ثلاثة عناصر وقعوا بالأسر بعدما ضلوا الطريق، الخميس الماضي، وانتهوا في أيدي مسلحي جبهة النصرة”، مشيرة إلى أن ذلك لن يؤثّر على نجاح التسوية الأخيرة، وإنما يكون ورقة بيد الهيئة، التي ربما تحسّن في بعض شروطها كالمطالبة بإطلاق موقوفين لدى السلطات اللبنانية.
مصادر لبنانية قالت إن الطريق الذي سيسلكه المقاتلون إلى إدلب سيكون عبر جرود فليطة باتجاه القلمون، ومن ثم طريق حمص الدولي ومنه إلى ريف حماة وصولًا إلى ريف إدلب، قبل أن تتم عملية وصول أسرى “حزب الله” الخمسة إلى الأراضي التركية لنقلهم إلى مطار بيروت.
اللاجئون في حيرة
مصادر لعنب بلدي قالت إن الحزب عرض على اللاجئين في المنطقة خيارات ثلاثة هي: الخروج مع “هيئة تحرير الشام” إلى الشمال السوري (إدلب)، أو الخروج مع فصائل “الجيش الحر” إلى الرحيبة في القلمون الغربي، أو البقاء في المخيمات.
ويتراوح عدد المقاتلين الذين ينوون التوجه إلى الرحيبة بين 2000 و2500 شخص، بحسب ما قاله المتحدث الرسمي لـ “سرايا أهل الشام”، التابعة للجيش الحر، عمر الشيخ لعنب بلدي.
وقال اللاجئ في المخيمات، أبو عمر الدمشقي، لعنب بلدي، إن اللاجئين احتاروا بين الخروج إلى الرحيبة والعودة إلى الحصار والقصف من جديد، أو الخروج إلى إدلب حيث المصير المجهول، خاصة بعد الاقتتال الأخير بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام”، أو البقاء في المخيمات في ظل وجود ضغط من الحزب على اللاجئين من أجل العودة إلى قراهم في القلمون الغربي، عن طريق مبادرة “أبو طه العسالي” الوسيط بين اللاجئين والنظام.