الفن بين موالٍ ومعارض

  • 2014/04/07
  • 10:01 ص

عنب بلدي – العدد 111 ـ الأحد 6/4/2014

لويز عبد الكريم: السياسيون اتجهوا إلى العسكر وابتعدوا عن الحراك المدني، وأقصوا الفن بشكل خاص.

حاورها: علوان زعيتر

الفن هو مرآة الشعوب، ويعبر عن رقيها أو تخلفها من خلاله. الفن هو ما يعكس واقع الشعوب وتاريخها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، الفن هو الموثق والتاريخ لحضارات اندثرت. فما هو دور الفن في الثورة السورية، وهل استطاع الفن أن يواكب الثورة ويعكس طموح الشعب السوري في الحرية، وأحلامه المنشودة، وما هو المدى التأثيري للفن في سير الثورة السورية، وماذا عن الأعمال التي ظهرت في فترة الثورة، وما هي الأزمة التي يعاني منها الفنان الثوري كي ينتج عملًا فنًيا يعبر عن واقعه الثوري ذاتًا وموضوعًا؟

كل هذه الاسئلة تجيب عليها الفنانة لويز عبد الكريم، التي كانت من الرعيل الأول للفنانين المعارضين منذ انطلاقة الثورة السورية، إذ كانت من أوائل من امتلك زمام التعبير عن الثورة كفنانة ألهمت الكثير وكان لها حضور ودور بارز، كفنانة أولًا، وكامرأة سورية حرة تناضل من أجل حريتها وحرية الشعب السوري ثانيًا.

  • مشكلة العمل الفني هو الانتماء

إذا عدنا للتاريخ سابقًا كان ثمة تجارب لمبدعين من كتاب ومخرجين عن الواقع المعاش، الاجتماعي والسياسي، لكن ما هو تأثيره على الأرض؟.. في الثورة ضمن الاستقطاب بين معارض وموال كانت هناك مشكلة بالعمل الفني وعدم الانتماء، هي المشكلة بين الموالي والمعارض، ومن وجهة نظري الخاصة ظهرت دماء جديدة في الثورة، كتاب وشعراء ومسرحيين وقاصين، وكان هناك أكثر من عمل عن الثورة، أحد الأعمال بطله استشهد، وعمل آخر بطله معتقل عند داعش، بالإضافة إلى أعمال رسم هامة جدًا.

وأهم ما في الثورة أنها أظهرت مفهومًا جديدًا، أن الموهبة هي الأساس، والنقاط السلبية لهذه الأشكال خلوها من التجريب وقلة الخبرة، ورغم ذلك فهي مواهب خلاقة وأعمالها مهمة، وهذا شيء إيجابي جدًا، في حين أن النجوم ابتعدوا عن الفعل الحقيقي للفن وتغير خطهم.

  •  إقصاء الآخر هو نقطة الانتقاد في الأعمال الفنية

بالنسبة لعمل مثل «الولادة من الخاصرة» مشكور كل جهد مبذول به، ونحن في محل مهم جدًا عندما نتوجه إلى الآخر، وأقصد الصامت أو الموالي، ونكذب على أنفسنا حين نقصي الآخر، وبعد أن يرحل النظام لابد أن نرى الآخر دون إقصاء وهو نقطة الانتقاد، والمشكلة هي النظام وليس الآخر، فإذا هدد شخص من مدينة ما لا آخذ موقفًا من المدينة، وهذه مسؤولية الفن ومسؤولية توضيح هذه المسألة، وبشكل شخصي قد لا أستطيع ولكن كحالة مجتمعية.

  •  المعارضة السياسية لا تملك أفقًا لأهمية الفن

المعارضة السياسية دعمت العمل المسلح، والفن رفض العنف، لأن رسالة الفن هي رسالة إنسانية. السياسيون اتجهوا إلى العسكر وابتعدوا عن الحراك المدني، وقد أقصوا الفن بشكل خاص، ولم نستطع عمل شيء بسبب غياب الإمكانيات المادية التي وظفها السياسيون في السلاح والإغاثة، وهذا يقع على عاتق المثقفين من المعارضة السياسية، إن وجدوا.

  •  غياب التمويل يغيب المنتج الفني

أعمل الآن على فكرة بيني وبين دكتور على مشروع اسمه «سايكو دراما»، وبحثنا عن ممول، ونتمنى أن يكون سوريًا، وما زلنا نجد صعوبة في ذلك باستثناء بعض الحالات الفردية، حيث أننا لم نجد إلى الآن أي كتلة سياسية تتبنى هذه المشاريع التنموية الفكرية، خاصة وأن المشروع موجه للأطفال، وهم من يعتمد عليهم في بناء سوريا القادمة. الجهود الفردية لا تعمل هذا الزخم الذي نحتاجه، لأن هذه الأعمال تحتاج إلى مؤسسة لترعاه.

يجب أن نعمل ونخطط لسنوات طويلة.. بدل أن نغمض أعيننا في الظلام علينا أن نرنو نحو الشمس..

مقالات متعلقة

قراء

المزيد من قراء