يعتمد كتاب “المحاضرة الأخيرة” أو “The Last Lecture” على محتوى محاضرة راندي بوش الأخيرة في جامعة “كارنيجي ميلون” عام 2007، وهي محاضرة الوداع التي ألقاها في مقر عمله كبروفيسور بعد اكتشاف الأطباء أنه مصاب بالسرطان وأنه لن يعيش أكثر من ستة أشهر.
وخلافًا للمتوقع في ظروف مشابهة، كانت كلمات راندي مليئة بالإلهام والفرح بعيدًا عن الدموع والرثاء والألم، ما جعلها تشتهر كظاهرة فريدة في أمريكا وفي العالم أجمع، ليكون كتاب “المحاضرة الأخيرة” على قائمة نيويورك تايمز للكتب الأفضل مبيعًا.
جهّز بوش لمحاضرته كما لم يفعل يومًا، وكرّس أدواته ووقته ليخبر الناس في نهاية حياته كيف يبدؤون حياتهم، فيما أطلق عليه في كتابه مصطلح “الفناء الخالد”، حيث يرى أن العطاء هو مكافأة الإنسان لنفسه ووسيلته لتخليد ذكره بعد موته.
ولد راندي عام 1960، وعاش ضمن عائلة مثقفة محبة للعلم، وروى في محاضرته أهمية البيئة الحاضنة وتشجيعها على الأحلام الكبيرة، “الحلم الذي سيملأ حياتك باليقظة طوال عمرك”، حسب تعبيره.
يقع الكتاب في قرابة مئتي صفحة مقسمة على واحد وستين فصلًا، يلخّص فيها راندي حياته وتجاربه خلال 48 عامًا من السعي والجد، بكلمات صادقة شفافة ومحبّة يُريدها أن تبقى إرثًا لأطفاله الثلاثة الصغار ليتمكن من الوقوف إلى جانبهم عند اشتداد عودهم ومدّهم بالنصح بعد موته.
يشكل الكتاب نقلة نوعية في سرد نظرة الإنسان الناجح للحياة وهو يصارع الموت، وعن ذلك يقول راندي “يعرف الحياة من رأى الموت”.
الكتاب متوفر بلغة إنكليزية سلسة، ونُقل للعربية من دار جرير عام 2009.
اقتباس من الكتاب:
“حين ترتكب خطأ وتفتقد توجيه الآخرين، فمعناه أنك أصبحت خارج دائرة اهتمامهم”.