عنب بلدي – درعا
منذ مطلع تموز الجاري أسس مجموعة من أهالي مدينة درعا، جمعية “تراحم” الخيرية التي تهدف ِلدعم عوائل المتضررين والمحتاجين، الذين تُقدّر المنظمات الحقوقية أعداد أبناء المحافظة منهم بالآلاف، بعد عملية مسحٍ لتحديدهم بدأت حديثًا.
ويقول أهالي درعا، الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم، إن أكثر من عشرة آلاف معتقلٍ من درعا، مازالوا في سجون النظام السوري، إلى جانب المئات من المتضررين، متسائلين عن الطريقة التي ستعمل بها المنظمة لتغطية كافة العوائل، “فهذا الموضوع جدلي وصعب”، على حد وصفهم.
يسعى كوادر الجمعية، الذين انتخبوا مجلس إدارةً لمدة سنة، مطلع تموز، إلى مساعدة المستحقين من أبناء المجتمع الذين عانوا خلال السنوات الماضية، وفق عبد الرزاق الصياصنة، مدير مكتب العلاقات العامة والتواصل في “تراحم”، مقدرًا “تجاوز عدد شهداء مدينة درعا لوحدها ألفين، إلى جانب مئات المعتقلين وذوي الاحتياجات الخاصة”.
“الكم الهائل من العوائل التي تعاني من فقد رب الأسرة المعيل”، دفع إلى إنشاء الجمعية، بحسب الصياصنة، التي تسعى إلى تقديم الدعم المالي، “من خلال أسهم الخير التي تضمن مساهمة أبناء المجتمع القادرين على المساعدة”، موضحًا لعنب بلدي “قيمة السهم الواحد 2500 ليرة سورية بما يُعادل خمسة دولارات”.
ويؤكد الصياصنة أن الفكرة “لاقت استجابة كبيرة وتشجع الكثير لها”، مشيرًا إلى أن الفئة الأولى التي ستستفيد من الدعم، تتمثل بعوائل المعتقلين، “نعمل الآن على دراسة ومسح اجتماعي لتلك العوائل، بعد الحصول على القوائم من دائرة السجل المدني في درعا، لتحديد المستحقين منهم ضمن معايير محددة”.
وتطمح إدارة الجمعية في المرحلة الأولى، إلى كفالة ما لا يقل عن 50 عائلة معتقل، بمنح 50 ألف ليرة سورية كمعدل وسطي لكل عائلة، وفق مدير العلاقات العامة فيها، ساعية إلى استيعاب كامل العائلات المحتاجة، “لأن كثيرًا منهم لم تستوعبه الجمعيات بالكفالات”.
وتُقدّر الجمعية عدد المعتقلين في مدينة درعا بحوالي 500، المتزوجون منهم ممن لديهم أطفال حوالي 350 شخصًا.