ما هو “الوتاب”.. لماذا تتشنج الرقبة وكيف تُعالج
د. أكرم خولاني
يشكو الكثير من الناس آلامًا وتشنجات مفاجئة في منطقة الرقبة وبين الكتفين، وهي ما تعرف عاميًا بالوتّاب، والتي قد تكون شديدة لدى البعض فتتسبب في تعطيل المهام اليومية، ومع أن هذا المرض منتشر بكثرة بين الصغار والكبار إلا أنه أكثر شيوعًا بين الشباب، ويعزى انتشاره الواسع إلى الحياة العصرية التي نعيشها وما رافقها من قلة الحركة والاعتماد على التكنولوجيا في أداء الكثير من الأعمال، إضافة للجلوس الطويل وبوضعيات غالبًا ما تكون خاطئة.
ما المقصود بالوتاب
هو الألم الحاد في منطقة الرقبة وبين الكتفين وأعلى الذراع، والذي ينجم عن تقلص عضلات العنق الخلفية والظهر، وقد يجعل المصاب به يأخذ وضعية ملفتة للأنظار، كأن يكون رأسه مائلًا أو وجهه ملتفتًا لجهة ثابتة، ولدى محاولته تحريك رقبته فإن أقل حركة فيها تثير ألمًا مبرحًا
ما أسباب الإصابة بالوتاب؟
- إجهاد عضلات العنق، بسبب الجلوس الطويل بوضعيات خاطئة، كالجلوس بعيدًا عن ظهر الكرسي، الانحناء الحاد للأمام أثناء العمل المكتبي أو القراءة، استخدام الأجهزة الذكية والكمبيوتر لفترات طويلة دون أخذ استراحات، الإرهاق العالي نتيجة ساعات العمل الطويلة، قيادة السيارة لفترة طويلة، الوزن الزائد الذي يزيد من الضغط على فقرات العمود الفقري مسببًا انحناءها للأمام، التقدم في العمر الذي يسبب انحناء العمود الفقري وزيادة الضغط على منطقة الرقبة والكتفين، النوم بطريقة خاطئة واستخدام الوسائد غير الصحية التي تسبب الضغط على الرقبة والأكتاف.
- القيام بحركة مفاجئة غير عادية.
- تلقي صدمة شديدة على العنق.
- التعرض لضربة برد على الرقبة.
- عدم ممارسة الرياضة.
- حمل الأثقال على كتف واحدة باستمرار.
- الحوادث التي ينتج عنها حدوث الشد العضلي، وخاصة في منطقة الرقبة، والمنطقة الواقعة بين الأكتاف.
- أسباب عضوية، منها تمزق وشد العضلات والأربطة العنقية، خشونة الفقرات، التهاب الفقرات ومفاصل الرقبة، اعتلال جذور الأعصاب، الكسور خصوصًا الناتجة عن هشاشة العظام، أورام العظام، الانزلاق الغضروفي، التهاب ألياف العضلات، تمزقات في الكفة المدورة في الكتف، الخلع وعدم استقرار مفصل الكتف، كسور في عظم الترقوة، بعض الأمراض الأخرى كالنوبات القلبية واضطرابات الغدة الدرقية.
ما أعراض الإصابة بالوتاب؟
يشكو المريض من ألم شديد يبدأ فجأة في الصدر مثل المسمار، ثم يمتد إلى العنق والكتف والظهر، وقد يمتد إلى الذراعين والفك، مع تيبس في العضلات، يشتد هذا الألم عند السعال والعطاس، وقد يصاحبه قصر في النفس وزيادة في العرق، مع صداع ودوار، وقد يصل الأمر إلى الإحساس بالتنميل والخدر في الأطراف.
كيف يمكن تخفيف ألم الوتاب؟
- الخطوة الأولى في العلاج دائمًا، هي تحديد السبب من أجل أخذ الإجراء المناسب للحالة.
- الاستراحة المطلقة والابتعاد عن أي محاولة لفك التشنج عبر مناورات عشوائية، فهذه لن تساهم سوى في تفاقم المشكلة.
- استخدم الكمادات الباردة عند الألم الحاد، والكمادات الدافئة في حالة الألم المزمن.
- تناول المسكنات والمرخيات العضلية، فهذه تعمل على تسكين الوجع وتأمين الاسترخاء خصوصًا أثناء النوم.
- تدليك منطقة الألم بالمراهم الموضعية المخففة للتشنجات التي ترخي الأعصاب والعضلات.
- دهن مكان الألم بزيت الزيتون الدافىء أو زيت النعناع مع التدليك الخفيف.
- تُهرس حبة بطاطا في الخلاط وتعصر من الماء ثم يخلط معها ملعقة كبيرة من الدقيق حتى تصبح في شكل عجينة ثم تسخن وتوضع على الكتف لمدة ربع ساعة، وتكرر العملية عدة مرات أسبوعيًا.
ما هي سبل الوقاية؟
الوقوف: احرص على الوقوف مرفوع القامة وتجنب الوقوف المترهل والرأس والكتفان مائلين للأمام، وسر لبضع خطوات عند الوقوف لفترة طويلة.
الجلوس: لا تجلس بشكل متكرر على الأرض في أي وضع، فهذا الأمر يزيد من حدة الضغط على الغضاريف والأربطة العنقية، وعند الجلوس على الكرسي أبق جذعك مستقيمًا، واحرص على عدم ترك فراغ بين أسفل الظهر والكرسي.
العمل المكتبي: لا تنحن عند منتصف الجذع، ووضع الذراع اليسرى على طاولة المكتب للارتكاز وللمساعدة على إبقاء الجذع مستقيمًا، وعند الجلوس لفترات طويلة على المكتب قف كل نصف ساعة وزاول التمرينات الخفيفة المنشطة للعضلات، وفي حال العمل على الكومبيوتر لساعات طويلة اجعل شاشتك في مستوى العينين، إذ إن وضع الشاشة في مستوى أخفض من مستوى العينين أو أعلى منهما يؤدي إلى خلق أوضاع سيئة لفقرات الرقبة.
النوم: احرص على استخدم وسادة طبية جيدة تحافظ على انحناء الرقبة في وضع جيد، ومن الممكن وضع منشفة مطوية داخل الوسادة لتسند الرقبة إذا لم تتوفر وسادة طبية، ويجب أن تكون الوسادة مرتفعة بما يحفظ للرأس امتداده الطبيعي مع محور العمود الفقري، وعند النوم على أحد الجانبين يجب أن تملأ الوسادة الفراغ الموجود بين الرقبة وطرف الكتف، لكن انتبه من استخدام الوسادة اللينة أو المنخفضة أو المرتفعة جدًا.
تحاشَ النوم من دون وسادة، وتخلص من عادة النوم على البطن بوسادة أو من دون وسادة، لما يسببه النوم على البطن من شد العضلات والأربطة العنقية وبالتالي من احتمال الإصابة بألم العنق، فالنوم السليم يجب أن يكون على أحد الجانبين أو على الظهر.
الراحة: خذ قسطًا من الراحة ولا تعمل لفترات طويلة ومتواصلة، أو تشاهد التلفزيون لمدة طويلة، أيضًا ينصح بعدم القراءة لساعات كثيرة متواصلة.
الرياضة: مارس التمارين الرياضية التي تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتنشيط الأعضاء والعضلات.
الحمّام: خلال الحمّام الساخن حرك ذراعيك في شكل دائري إلى الأمام وإلى الخلف، كالسباحة، واثن الذراع إلى الخلف باتجاه أعلى الكتف.
الحمية: اتبع الحميات ووسائل تخفيف الوزن المختلفة والمناسبة من أجل الانتهاء والتخلص من الوزن الزائد والوصول إلى الوزن المثالي.
الدفء: حافظ على الكتفين والرقبة دافئين، وتجنب الجو البارد والتيارات الهوائية.
الأحذية: تجنب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :