عنب بلدي – العدد 110 ـ الأحد 30/3/2014
وبعد أسبوع من بداية معركة «الأنفال» فرضت كتائب إسلامية متمثلة بـ «أنصار الشام» و «جبهة النصرة» و «شام الإسلام» سيطرتها الكاملة على معبر ومدينة كسب الحدودية مع تركيا، ونجحوا في الوصول إلى مياه البحر المتوسط لأول مرة بعد سيطرتهم على قرية السمرا القريبة من كسب بشريط بحري يصل إلى 3كم، كما سيطر المقاتلون على بلدة النبعين وجبل النسر الاستراتيجي يوم الأربعاء 26 آذار وقتلوا ما يزيد عن أربعين عنصرًا من قوات النظام في هذه البلدة، وفق مراسل عنب بلدي في اللاذقية.
ومن أبرز التطورات في هذه المعارك السيطرة على برج 45 النقطة الأعلى في جبل التركمان التي تكشف مساحات واسعة من المنطقة، وتمهد الطريق أمام مقاتلي المعارضة للسيطرة على مناطق جديدة، قد يكون أولها بلدة قسطل معاف البعيدة بحدود 45 كم عن اللاذقية، والتي يقطنها خليط من العلويين والتركمان والأرمن نزح معظمهم من بيوتهم.
وليس بعيدًا عن جبل التركمان تستمر كتائب الحر من خلال معركة «أمهات الشهداء» بدك معاقل قوات الأسد في برج السولاس الذي يفصل بين جبلي الأكراد والتركمان.
وبالتزامن مع تطورات الساحل أعلنت مجموعة من كتائب الجيش الحر في بيان لها فجر الأربعاء، 26 آذار، بدء معركة «استكمال نصر الساحل» في جسر الشغور «لتخفيف الضغط عن أخوتنا المجاهدين في معركة الأنفال بالساحل» وفق ما جاء في البيان.
التقدم السريع والمفاجئ أربك النظام ودفعه لاستقدام تعزيزات كبيرة من باقي المناطق السورية، إذ سحب جزءًا من قواته من مدينتي أريحا وإدلب، حاولت كتائب الحر التصدي لها ومنعها من تحقيق هدفها، وفقًا لما أعلنته «جبهة ثوار سوريا».
في الجانب المقابل تركز قوات الأسد قصفها على المناطق المحررة حديثًا حيث استهدفت قمة جبل 45 بصواريخ فراغية، كما طال القصف بلدة كسب وقرية السمرا براجمات الصواريخ، فيما ألقى الطيران المروحي البراميل المتفجرة على ناحية ربيعة وقرية الخضرا والكبير بجبل التركمان، ما أوقع سبعة قتلى وعشرات الجرحى في صفوف «الجبهة الإسلامية» نقلوا إلى المشافي الميدانية التي تعاني من شح كبير ونقص في المعدات وفق مراسل عنب بلدي.
أما مدينة اللاذقية فهي تعيش حالة توتر وغليان بسبب استمرار المعارضة بقصفها بصواريخ غراد، خصوصًا بعد إعلان النظام مقتل هلال الأسد ابن عم بشار الأسد وقائد قوات الدفاع الوطني، وقد ترجمت هذه الحالة بتهجم بعض مؤيدي النظام على المحلات التجارية وتكسيرها وفرض حصار أمني خانق على مناطق مثل الصليبة والطابيات واعتقال عشرات المدنيين بذرائع مختلفة.
يذكر أن معركة الساحل فتحت الباب أمام الثوار للتقدم على جبهات أخرى مثل إدلب، مؤخرًا، واستنزاف النظام، حيث تابعت قوات المعارضة معاركها في خان شيخون واقتحمت عدة حواجز وبسطت سيطرتها على 70 بالمئة من المدينة وفق مراسلنا في إدلب.