الرقة تعاني التهجير والظلام والصليب يعود لشوارعها

  • 2014/03/30
  • 1:58 م

سيرين عبد النور – الرقة

تعاني الرقة منذ خضوعها لسيطرة تنظيم دولة العراق والشام من ممارسات التنظيم التي يصفها ناشطو المدينة بأنها ترتقي لتكون «جرائم ضد الإنسانية» بحق أهالي المدينة، الذين يعانون بصمت ودون إمكانية لنقل أي صورة من قلب المدينة التي يخضعها التنظيم لحصار شديد في ظل منهجه الأساسي الذي يقوم على التعتيم ومحاربة كل من يحاول نقل واقع المدينة ومعاناة ساكنيها.

ويمتد القمع الذي يوصف «بالشديد» من محاربة الحريات الشخصية والتعسف في إصدار الأحكام إلى العقوبات الجماعية وحملات تطهير منهجية. إذ أفاد ناشطون في مدينة الرقة أن التنظيم «خطط ومنذ بداية وجوده لطرد الأقليات من المدينة والاستيلاء على ممتلكاتها وقد شارف على الانتهاء من ذلك بعد أن غادرت معظم العوائل المسيحية المدينة ولم يبق منهم إلا 25 عائلة فقط فرض عليهم التنظيم دفع جزية، وقام بإرهابهم والاستيلاء على كنائسهم وبيوتهم التي تحولت إلى مقرات للتنظيم».

وقد قامت الهيئة الشرعية التابعة لتنظيم «الدولة» في أوقات سابقة بالاستيلاء على جميع كنائس الطوائف المسيحية في الرقة وأغلب بيوتهم التي تم توزيعها على عناصر التنظيم باعتبارها «غنائم حرب» قبل أن تصدر بيانًا يبين «حقوقهم وواجباتهم»، وهو بيان وصفه ناشطون أنه جاء لإخفاء عمليات السطو على أملاك المسيحيين في «ولاية الرقة».

وبحسب الناشطين، فإن المخطط لم يتوقف عند الأقليات الدينية، بل توسع ليشمل التنوع العرقي في المدينة، التي يوجد فيها أقلية كردية، والتي تعرض أفرادها للملاحقة والتضييق والاعتقال ومصاردة الأملاك بحجة الانتماء للأحزاب الكردية السياسية أو الفصائل الكردية المسلحة كالـ «YPG و PKK». وتعد عائلة البورزان من أبرز العائلات التي صودرت أموالها واعتقل بعض أفرادها إضافة لقوائم طويلة وثقها الناشطون الكرد في الرقة لمن تم اعتقالهم والاستيلاء على أملاكهم. وفي بيان أصدره المركز السوري لحقوق الإنسان مؤخرًا، ذكر المركز قيام تنظيم الدولة بتهجير حوالي 600 كردي سوري من محافظة الرقة. وأضاف البيان أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام هجّرت من قرى تل أخضر وتل فندر واليابسة ومدينة تل أبيض نحو 600 مواطن كردي بينهم مسنون ونساء، عشية احتفالات المواطنين الكرد بالعيد القومي الكردي «النوروز» إضافة إلى اعتقال عشرات الشبان الكرد من هذه المناطق، إلا أنه قام بإطلاق سراحهم فيما بعد ومنحهم مهلة حتى مساء الخميس الماضي لمغادرة المناطق التابعة «لولاية الرقة».

والجدير بالذكر أن حوالي 540 من المهجرين من محافظة الرقة دخلوا الأراضي التركية بينما تمكن أكثر من 20 كردي من الوصول إلى مدينة عين العرب «كوباني».

وعلى صعيد آخر، نفذ عناصر تنظيم «الدولة» حكم القتل (القصاص) على أحد أبناء المدينة حيث أعدم شاب في العقد الثاني من العمر عند دوار الساعة وأمام جموع من الأهالي، ثم قام العناصر بتعليقه على صليب خشبي بعد قتله لمدة ثلاثة أيام وذلك تنفيذًا لحكم أصدرته المحكمة الشرعية التابعة للتنظيم على الشاب المتهم «بالقتل والسرقة».

ويذكر أن محافظة الرقة تعاني من نقص في الخدمات وتدهور البنية التحتية، ويشرف المجلس المحلي للمحافظة والمدينة على تقديم الخدمات حسب استطاعته، إلا أن المحافظة لا تزال تتعرض لقصف طائرات النظام القادمة من مطار الطبقة، والتي استهدفت جسر الرقة القديم، في محاولة لتدمير ماضي المدينة وحاضرها.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا