أحمد الشامي
سارع البعض للاحتفاء بفتح «معركة الساحل» على أمل أن تشكل منعطفًا جذريًا في مسار حرب التحرير السورية ضد نظام العصابة في دمشق.
قد يكون التفاؤل الذي يسود هذه التوقعات مبالغًا فيه، فبعض أجهزة الاستخبارات تؤكد أن تقدم قوات الثوار باتجاه «كسب» جاء انطلاقًا من اﻷراضي التركية بما يفسر الانهيار السريع لدفاعات اﻷسد، إضافة إلى ذلك تمتع الثوار بغطاء جوي محدود قدمه اﻷتراك بدلالة إسقاط الميغ السورية بصواريخ أطلقتها «اف 16» تركية وليس صواريخ أرض جو، ما يعني أن الطائرة التركية كانت في الجو وربما «بالمرصاد» لطياري اﻷسد، وفي هذا دلالات لا تخفى على القارئ اللبيب.
أخيرًا، أكدت بعض المصادر أن الثوار تقدموا في اتجاه «كسب» وهم يتمتعون بتغطية مدفعية «نقطية» واستنادًا إلى إحداثيات دقيقة ومعلومات استخباراتية تدل على وجود جهد عسكري منظم لا يتوفر سوى لجيش نظامي. بكلمة أخرى تتجمع المعلومات والافتراضات لترجح إمكانية أن الجيش التركي قد ساعد الثوار على تحرير معبر «كسب» وشريط من اﻷرض السورية على طول خط الحدود مع تركيا.
هل شرب «الشاطر أردوغان» حليب السباع وقرر الاستماع لاستغاثات «وارجباه…» الصادرة من سنة من سوريا؟ أو أن وراء اﻷكمة ما وراءها؟
لنر الصورة بشكل أوسع..
في الجنوب، نجحت إسرائيل في بناء حزام حدودي يبقي الجولان هادئًا بفضل «تعاون» بعض الثوار مع العدو الصهيوني لقاء الحماية من براميل اﻷسد.
في القلمون تمكن زعران «حالش» من السيطرة على «يبرود» بما يعزل «عرسال» ويعطي عمقًا استراتيجيًا واتصالاً جغرافيًا بين دولتي «حالش» و «اﻷسد».
في «أوكرانيا» قام «بوتين» باقتطاع «القرم» وضمه إلى روسيا وهو يهدد بابتلاع المزيد لخلق منطقة عازلة بين روسيا واﻷطلسي…
هل يخشى أردوغان من احتمال قيام كيان علوي على حدود تركيا قد ينقل عدوى الانفصال إلى «اسكندرون»؟ هل يعمل على بناء شريط حدودي يتحكم به ثوار يخضعون لأنقرة ويشكل منطقة آمنة تفصل ما بين علويي تركيا والجحيم السوري؟
في هذه الحالة هل تكون «معركة الساحل» مجرد مناورة تركية كسابقاتها؟
على كل حال، إن غدًا لناظره قريب.