"يلي بدو ينبسط لازم يدفع"
مزارع دركوش تستقطب سكان إدلب والمالكون يرفعون الإيجارات
إدلب – طارق أبو زياد
تتباين إيجارات مزارع دركوش في ريف إدلب الغربي، تبعًا للخدمات المتوفرة في كل مزرعة، ومع الازدحام الذي تشهده المدينة في فصل الصيف، تصل أجرة اليوم الواحد في بعض المزارع إلى 100 دولار.
تعتبر دركوش، القريبة من الحدود التركية، مقصدًا للآلاف من سكان محافظة إدلب، فهي تقع على ضفاف نهر العاصي، وتشتهر مناطق كثيرة فيها، مثل “عين الزرقا”، والمزارع المجاورة لها، على طول الطريق نحو المدينة. |
يستأجر الشاب سمير حج بكري من مدينة إدلب، مزرعة مع عائلته كل شهر في دركوش ليومٍ أو يومين، للترويح عن نفسه وللحصول على قسطٍ من الراحة، كما يقول لعنب بلدي، مشيرًا إلى أنه يدفع 80 دولارًا عن كل يوم، تشمل تعبئة المسبح بمياه نظيفة وبضع ساعات من الكهرباء، مستفيدًا من غرفتين ومطبخ ومحتوياتهما.
وفق سمير ومعظم من استطلعت عنب بلدي آراءهم في إدلب، فإن إيجارات المزارع تتراوح بين 40 إلى 100 دولار، تختلف حسب مساحتها أو حجم المسبح الذي يعتبر أبرز أدوات التسلية والترفيه للعائلات.
قرابة 40 مزرعة للإيجار اليومي
يُقدّر أهالي دركوش عدد المزارع في المنطقة بوالي 40، جميعها مخصصة للإيجار اليومي، وتتضمن غرفًا للمعيشة ومسابح، يقصدها الناس “باعتبارها منعزلة عن العامة”، على حد وصف سمير.
ويقول عبد الله الأمين، مالك إحدى المزارع في دركوش، إن الخدمات المقدمة “ليست قليلة”، فأغلب المزارع تحوي مسابح وتتطلب تغيير المياه بشكل يومي، عدا عن تجهيزات غرف النوم والمطابخ.
وبرّر عبد الله في حديثه لعنب بلدي ارتفاع إيجارات المزارع، “لأن غالبية مالكيها يقطنون فيها خلال الشتاء، واعتادوا السكن في المدينة خلال موسم أربعة أشهر، لسد مصاريف الشتاء المقبل، في ظل صعوبة تأمين مصاريف المعيشة”.
ووفق مالك المزرعة، فإن بعض الأشخاص “يستغلون الناس ويطلبون مبالغ مرتفعة فوق العادة، لكن الأمر لا يشمل الجميع”، مشيرًا إلى أنه “يستطيع الشخص استئجار مزرعة مقابل 20 دولارًا يوميًا، ولكن خدماتها محدودة جدًا”.
“يلي بدو ينبسط لازم يدفع”
اعتاد الشاب عادل هنيدي، من ريف إدلب الشرقي، على التوجه إلى دركوش للتنزّه، إلا أنه يقول لعنب بلدي، “لن أعود مرة أخرى، فالجميع يحتكر المزارع وبعضهم رفع الإيجار خلال فترة العيد إلى 200 دولار، وهو سعر مرتفع جدًا مقابل يوم واحد”.
وبما أن دركوش موقع الاصطياف الأبرز في المحافظة، فإن مالكي المزارع “يتحكمون بالأسعار على راحتهم”، وفق تعبير عادل، ولأنهم يضمنون أن من يخسرونه سيأتي العشرات بدلًا عنه، فأكثر ما يتردد على ألسنة المالكين عبارة “يلي بدو ينبسط لازم يدفع”.
زيادة أربعة أضعاف عن العام الماضي
علاء الحموي نازح من مدينة حماة، ويقطن في ريف حلب الغربي، يقول لعنب بلدي إن العام الحالي شهد ارتفاعًا “جنونيًا” في الأسعار، موضحًا “استأجرت مزرعة مقابل ثمانية آلاف ليرة سورية (ما يعادل 16 دولارًا)، إلا أن إيجار المزرعة نفسها ارتفع إلى 60 دولارًا بعد إعادة ترميمها”.
ويرى علاء أن “الطمع الذي دخل إلى قلوب مالكي المزارع وحده سبب رفع الإيجارات”.
الارتفاع يأتي في وقت شهدت خلاله المحافظة العام الحالي، تشييد عشرات المزارع المخصصة للإيجار، في مناطق مختلفة من المحافظة إلى جانب مزارع دركوش، ويقول أيهم خلدون من مدينة حلب، والذي يقطن في إدلب، إنه استأجر مزرعة “مجهزة بالكامل” قرب مدينة إدلب مقابل 40 دولارًا.
“تشعر بالعزلة عن العالم وبجمال الطبيعة كأنك في دركوش”، يضيف أيهم لعنب بلدي، معتبرًا أنها أفضل من مزارع دركوش، “فهي لا تبعد عن مدينة إدلب سوى كيلومتراتٍ قليلة، بينما يعتبر الذهاب إلى دركوش سفرًا بحد ذاته”.
مع توقف القصف وعودة الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجي، في إطار اتفاق “تخفيف التوتر”، الذي وُقّع في 6 أيار الماضي، تنتعش محافظة إدلب يومًا بعد يوم، ويُحاول معظم الأهالي استعادة ما خسروه خلال السنوات الماضية، إلا أن معظمهم يُقرّ باستغلال مالكي المزارع لمن أسموه “المواطن المغلوب على أمره”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :