اتفاق الجنوب ينسحب على الغوطة الشرقية.. جوبر خارج المعادلة
عنب بلدي – خاص
إعلان مفاجئ صدر من وزارة الدفاع الروسية، صباح السبت 22 تموز، حول اتفاق منطقة “تخفيف توتر” في الغوطة الشرقية مع فصائل المعارضة السورية، بوساطة مصرية.
اتفاق الغوطة امتدادٌ لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا الذي تمّ التوصل إليه، في 7 تموز الجاري، بتوافق روسي أمريكي أردني، وينص على إقامة منطقة “تخفيف توتر” في درعا والقنيطرة والسويداء بحسب ما قاله الناطق باسم فصيل “فيلق الرحمن”، وائل علوان، لعنب بلدي.
الاتفاق الجديد يشابه اتفاق المنطقة الجنوبية في غموضه وعدم وضوح آلية تنفيذه بشكل كامل، إضافة إلى عدم معرفة جنسية القوات التي ستتولى مهمة الفصل بين قوات المعارضة وقوات الأسد.
قوافل إنسانية وإخراج مصابين
وزارة الدفاع الروسية أكدت في بيان لها أن الجانبين قررا بموجب الاتفاق المبرم تسيير أول قافلة إنسانية إلى الغوطة، إضافة إلى إخراج أول دفعة من المصابين والجرحى.
ورسم الاتفاق حدود منطقة وقف التصعيد في الغوطة، بحسب الوزارة، وحددت مواقع انتشار قوات الفصل والرقابة في الغوطة وصلاحياتها، كما رسمت خطوط إيصال المساعدات الإنسانية وممرات عبور المدنيين.
وعقب إعلان روسيا، أصدرت القيادة العامة التابعة لوزارة دفاع النظام السوري بيانًا مقتضبًا عن وقف الأعمال القتالية في مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق اعتبارًا من ظهر، السبت 22 تموز، مشيرة إلى أنه “سيتم الرد بالشكل المناسب على أي خرق لوقف الأعمال القتالية في الغوطة الشرقية بريف دمشق”.
مواقف متباينة للفصائل
مواقف متباينة كانت من الفصائل العسكرية الموجودة في الغوطة الشرقية، إذ نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن رئيس المكتب السياسي في “جيش الإسلام”، محمد علوش، موافقته على الاتفاقية.
وقال علوش بحسب الوكالة إن “الاتفاقية تمت ودخلت حيز التنفيذ، وستكون هناك نقاط للفصل مع النظام، وتؤدي إن شاء الله إلى فك الحصار عن الغوطة وإدخال كافة المواد الإنسانية والمحروقات، وإن ذلك يعتبر جزءًا من الحل السياسي أو تمهيدًا للحل السياسي وفق القرارات الدولية”.
لكن في الوقت نفسه قال علوان “إننا في فيلق الرحمن لم نتواصل مع أحد، ولم نوقّع أو نشارك في أي اتفاق”.
كما أصدر المجلس العسكري في الغوطة الشرقية بيانًا أكد فيه عدم التواصل معه، وأنه لم يوقع أو يشارك في أي اتفاق حول “تخفيف التصعيد” في المنطقة، واعتبر أن الاتفاق الموقّع من قبل الروس من طرف واحد، متوقعًا عدم التزام قوات الأسد والميليشيات الموالية له.
لكن الطرفين، المجلس العسكري وفيلق الرحمن، رحبا بأي مبادرة أو جهد إقليمي ودولي يوقف الهجمات المتواصلة على المنطقة منذ أكثر من شهر، والتي استخدمت فيها قوات الأسد الغازات السامة، إضافة إلى غارات جوية راح ضحيتها العشرات من المدنيين.
وتوقع علوان عدم التزام نظام الأسد وإيران بالاتفاق الجديد، إذ “أعلنت عدة اتفاقات دولية سابقة شملت الغوطة، ولم تلتزم بها قوات الأسد وميليشيات إيران”، بحسب تعبيره.
جوبر بعيد عن الاتفاق
غموض الاتفاق وغياب ماهيته والمناطق التي تشمله طرح عدة تساؤلات حول منطقة جوبر (الحي الدمشقي) الذي تحاول قوات الأسد وتستميت لفصله عن باقي بلدات الغوطة، جراء الهجوم عليه من ثلاثة محاور، الأول من جهة عين ترما، والثاني من حي عربين شمال جوبر، إضافةً إلى المحور الرئيسي على الحي بشكل مباشر.
وكالة “سبوتنيك” الروسية نقلت عن مصدر وصفته بالمطّلع أن “فيلق الرحمن” لم يوقع على الاتفاق وليس جزءًا منه، في إشارة إلى استمرار الهجوم على الحي الدمشقي كون الفيلق هو العامل فيه ويسيطر على أجزاء واسعة منه.
وكان الحي الدمشقي شُمل ضمن اتفاقيات وقف إطلاق النار سابقًا، كان آخرها اتفاق الدول الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) في 6 أيار الماضي، على تحديد أربع مناطق “تخفيف توتر” منها الغوطة الشرقية، تحت مراقبة روسيا وإيران الداعمتين للأسد، لكن النظام زاد ثقله فيه للسيطرة عليه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :