عنب بلدي – القامشلي
“نحتاج الكثير من النشاطات الثقافية، في ظل ابتعاد الناس عن القراءة وسط الفوضى التي تعصف بالبلاد”، يقول الخمسيني يوسف محمد، أحد روّاد معرض الكتاب الأول الذي احتضنته مدينة القامشلي في الحسكة.
على طاولاتٍ بأغطية زرقاء، احتلت كتبٌ بلغات مختلفة إحدى القاعات في مدينة القامشلي، في إطار المعرض الذي ترعاه “هيئة الثقافة والفن”، التابعة لـ”الإدارة الذاتية” الكردية المسيطرة على معظم الحسكة، ويمتد بين الخميس 20 تموز والثلاثاء 25 من الشهر نفسه.
المعرض هو الأول من نوعه في المنطقة، منذ تأسيس “الإدارة الذاتية”، أواخر عام 2012، ويضيف يوسف “إنها المرة الأولى التي أرى فيها كتبًا باللغة الكردية منتشرة دون رقابة أو ضغط من السلطات”، مشيرًا إلى أن الأهالي “تعودوا منع اللغة الكردية، ولكن الثورة حققت لنا ما نريده اليوم”.
نشاطات وندوات حوارية ضمن المعرض
يُرافق عرض الكتب نشاطات ثقافية وندوات حوارية، إلى جانب محاضرات أدبية، وفق أحد منظميه من “هيئة الثقافة والفن”، عبد الرحمن محمد شاعر.
حمل المعرض اسم “الشهيد هركول”، وهو قيادي في حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي (YPG)، ولقي حتفه بحادثٍ مروري في 20 تموز 2016، وهو تاريخ بدء المعرض.
تفتتح قاعة الكتب أبوابها في الساعة العاشرة صباحًا، على فترتين في الصباح والمساء، ويقول محمد شاعر إن موضوعات الكتب تتنوع بين الشعر والقصة والرواية، والكتب الفكرية والأدبية، وتأتي بأربع لغات: الكردية والسريانية والتركية والعربية.
ويُشارك شاعر في المعرض، من خلال كتابه “أوراق كردستانية”، الذي نُشر عام 2014 في مؤسسة “روناهي”، التي تأسست في 2011، ويعرض نبذة تاريخية ويُعرّف بحوالي مئة شخصية كردية، “كان لها الباع الطويل والتاثير الكبير في الحياة الثقافية والفكرية”، وفق كاتبه.
يهدف المعرض إلى “إعادة ثقافة القراءة، والعلاقة الحميمية بين القارئ والكتاب”، وفق منظمي المعرض، الذين يرون أن الكتاب غاب عن معظم منازل الحسكة، “في ظل الأوضاع المعيشية السيئة”.
وتشكلّت “هيئة الثقافة والفن” من قبل “الإدراة الذاتية”، عام 2016، إلى جانب 15 هيئة أخرى.