“النقد مقابل العمل”.. مشاريع قصيرة الأجل لتشغيل أهالي إدلب
عنب بلدي – إدلب
ينتظر الشاب الثلاثيني محمد بكري حلبية، وعشراتٌ آخرون، فرصتهم للاستفادة من مشروع “النقد مقابل العمل”، الذي تعمل عليه منظمتا “بنفسج” و”People In Need Syria”، ويستهدف أهالي محافظة إدلب.
ويخضع المتقدمون لمعايير محددة قبل القبول، ثم يحصلون على المال كتعويض عن عملهم في مشاريع مجتمعية.
تستهدف المرحلة الحالية من المشروع مناطق مختلفة، منها مدينة أريحا في ريف إدلب، التي انتهى التسجيل لحصر المستفيدين فيها، 12 تموز الجاري، على أن يبدأ العمل فيه مطلع آب المقبل، بعد صدور أسماء المقبولين.
فائدة للأهالي والمحافظة
يرى حلبية، الذي يحمل إجازة جامعية في العلوم الإدارية، أن المشروع “جيد ويشغّل كثيرًا من العاطلين عن العمل”، ورغم التزام المنظمات بمعايير للقبول، إلا أن الشاب يقول لعنب بلدي، “ربما أكون عاملًا ويحصل آخرون بالواسطة على وظيفة فني أو مراقب، ولكن نجاح المشروع سيُحقق بكل تأكيد الفائدة للأهالي والمدينة”.
محمد أيهم سليمان، الذي سجّل اسمه لدى “بنفسج”، يصف المشروع بأنه “تحريك لطاقات الشباب الباحثين عن فرص عمل”، مشيرًا إلى أنه “يحسّن الخدمات بشكل عام”.
ويتمنى سليمان في حديثه لعنب بلدي، استمرار هذه المشاريع، “لأنها تبقى أفضل من السلل الغذائية التي عوّدت كثيرين على ترك العمل، والشجار للحصول على المساعدات والمعونات”.
تُغطي “بنفسج” تكاليف عمل حوالي 120 عائلة، بينما تستهدف” People In Need Syria”، 63 عاملًا في أريحا، بينهم ثلاثة مشرفين، ولمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد، وفق حلاق. |
مجلس أريحا يُنفّذ المشاريع
وقّع مجلس مدينة أريحا مذكّرة تفاهم مع المنظمتين، لدعم مشاريع نظافة وصيانة للبنى التحتية في المدينة، كجزء من “النقد مقابل العمل”، ويقول نور حلاق المسؤول الإعلامي في المجلس، إن هدفه الأول في المدينة “خلق فرص عمل للأهالي في أريحا، والتي تقطنها مئات العوائل الفقيرة”.
المجلس المُنتخب حديثًا في أريحا، يسعى من خلال الإسهام في المشروع، إلى “كسب الشرعية لدى الأهالي”، وفق إدارته، التي وضعت خطة لترميم طريق جبل الأربعين وإنارته، وإعادة تأهيل بعض النقاط داخل المدينة، وإصلاح الصرف الصحي.
ويُشرف المجلس على المشروع بينما توفر المنظمتان الرواتب للعمال، بحسب حلاق، ويقول “تمنح منظمة (People In Need) أربعة دولارات عن كل يوم عمل، و4.5 للمشرف، بينما تعطي (بنفسج) ستة دولارات للعامل، و6.5 لكل مشرف”.
“بنفسج” تُحدد معاييرها
تختار منظمة “بنفسج” المناطق والمشاريع بالتنسيق مع المجالس المحلية والهيئات المجتمعية، بعد التقييم الأولي للمنطقة المستهدفة، وفق مسؤول التواصل والتنسيق في المكتب الإعلامي للمنظمة، نور عوض.
انطلاقة مشاريع “النقد مقابل العمل” ضمن برنامج المنظمة الحالي، بدأ في حزيران الماضي، على أن يمتد على خمس جولاتٍ أخرى، وترى “بنفسج” أن المشروع “جهود مؤقتة قصيرة الأجل في المجتمع، تنفذ في حالات الطوارئ المعقدة”.
ويقول عوض لعنب بلدي إن البرنامج يسعى إلى “خرط أكثر من 1600 مستفيد في سوق العمل ضمن محافظة إدلب”، بالاعتماد على معايير أبرزها: أن يكون المشروع ملائمًا وغير مكرر وذا جدوى.
أما معايير اختيار المستفيدين، فتأتي وفق الحاجة الماسة، وألا يكون للأسرة دخل ثابت، ولا تمتلك أصولًا وأملاكًا، كما تفرض أن يكون الشخص قادرًا على العمل، وتتجنب جمع شخصين من أسرة واحدة في المشروع، وفق رؤية المنظمة.
يقول الأربعيني محمد عبد الرزاق بدوي، إنه سجّل في المشروع، وأجاب عن جميع الأسئلة التي طُرحت عليه “بصراحة”، متمنيًا أن يكون اسمه بين المقبولين “وأن ينجح المشروع بعيدًا عن المحسوبيات”.
ووفق بدوي فإنه “من الضروري مراقبة عمل وسير المشاريع والمشرفين فيها، باعتبارها تأتي لتحسين دخل الأسر الفقيرة”، مؤكدًا “حديثي يأتي من تجربة شخصية، فقد شاركت زوجتي التي تعمل بالخياطة، في أحد المشاريع المشابهة سابقًا، ولكن المحسوبيات طغت حينها، وأتمنى ألا يحدث الأمر نفسه”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :