تستمر موجة من الاستقالات بضرب أروقة الإدارة الأمريكية الجديدة بإدارة الرئيس، دونالد ترامب، منذ الأيام الأولى لتسلمه منصبه وحتى بعد مرور سبعة أشهر عليها.
المتحدث
وعقب استقالة المتحدث باسم “البيت الأبيض” الأمريكي، شون سبايسر، من منصبه بعد تعيين ترامب، أنطوني ساكاراموتش في منصب مدير الاتصالات الذي كان يسيره الأول أيضًا، أمس الجمعة 21 تموز.
كان لا بد من تسليط الضوء على أبرز حالات الاستقالات في الإدارة الأمريكية، والتي ترسم خطًا من عدم الاستقرار، لا سيما أنها تحصل في أكثر المراكز استراتيجية في الحكومة.
“هجرة الخارجية”
وبدأت حملة الاستقالات من الخارجية، التي استقال منها كبار مسؤوليها مع تسلم ترامب لمنصبه، ومن أهمهم، وكيل الوزارة للشؤون الإدارية، باتريك كنيدي، بالإضافة إلى أمناء مساعدين تحت إشرافه، كانوا يتولون مناصب إدارية وقنصلية.
وعقّب وقتها الدبلوماسي الأمريكي ديفيد وايد، أن الحالة التي تشهدها الخارجية يمكن تسميتها بـ “الهجرة الجماعية”، واصفًا إياها بـ “الأولى من نوعها”، مشيرًا إلى أن المسؤولين الذي استقالوا كان يعملون في مناصب حساسة.
ورغم أنه من الشائع حدوث استقالات في مناصب دبلوماسية وخارجية، مع بقاء المراكز الاستراتيجية منها حتى مع تبدل الإدارة، إلا أن السفير السابق ريتشارد بوتشر قال إنه لم يسبق وأن حدثت بهذه الصورة من قبل.
“حجر الزاوية”
تلت موجة الخارجية استقالة أحد أهم مناصب الحكومة، والذي يفترض به أن يكون “حجر الزاوية”، وهو مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايكل فلن، بتاريخ 14 شباط، والذي لم يمضي عليه في منصبه وقتها سوى شهر واحد.
وجاءت استقالة فلن، إثر كشف صحيفة “واشنطن بوست” عن اتصال له مع السفير الروسي في العاصمة، قبل تنصيب الرئاسة، وتباحث معه موضوع العقوبات الأمريكية على موسكو، رغم إنكاره سابقًا أمام نائب الرئيس، مايك بنس، الذي أعلن ذلك بدوره.
الأمر الذي اعتبر تضليلًا لمسؤولين كبار بشأن محادثاته مع الروس، وكانت وسائل إعلام أمريكية قالت إن وزارة العدل حذرت “البيت الأبيض” في هذا الخصوص.
الاتصالات
وفي وقت قريب أواخر أيار، استقال مايكل دوبكي من منصب مدير الاتصالات في “البيت الأبيض”، والذي بقي شاغرًا إلى غاية تعيين ساكراموتش أمس الجمعة، ضمن سلسلة تغييرات في الإدارة اضطرته لذلك وفق قناة “ABC” الأمريكية.
وكان دوبكي أرجأ استقالته من تاريخ 18 أيار، ريثما يعود ترامب من جولته الرسمية خارج الولايات، وذلك بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر على منصبه.
والرابط المشترك بين هذه الاستقالات أنها إما جاءت على خلفية التحقيقات بتورط الروس في الانتخابات الأمريكية عام 2016، واتصالات “غير معلنة” معهم، أو احتجاجًا على سياسات ترامب، لا سيما فيما يتعلق بالخارجية.