رجل في الأخبار.. هاشم الشيخ قاد قطبي الاقتتال لكنّه “غائب”

  • 2017/07/21
  • 11:49 ص
القائد العام لـ"هيئة تحرير الشام" هاشم الشيخ (أبو جابر) - 2017 (يوتيوب)

القائد العام لـ"هيئة تحرير الشام" هاشم الشيخ (أبو جابر) - 2017 (يوتيوب)

غابت رؤية وتصريحاتُ القائد العام لـ “هيئة تحرير الشام”، المهندس هاشم الشيخ (أبو جابر)، حول اقتتال الشمال السوري، وحلّت مكانها أحاديث عن تحييده ومنعه من اتخاذ القرارات، وسط الانقسام الداخلي الذي يعيشه الفصيل.

وفي ظل زحمة المواجهات والمعارك واقترابها من بوابة إدلب، معبر “باب الهوى الحدودي” مع تركيا، لم يُعلن الشيخ عن موقفه من الاقتتال مع “حركة أحرار الشام”، الفصيل الذي قاده سابقًا خلفًا لحسان عبود (أبو عبد الله الحموي)، بعدما قتل مع عدد من القادة في ريف إدلب، أيلول 2014.

شغل الشيخ، عقب انتهاء ولايته عام 2015، منصب عضوٍ في مجلس شورى الحركة، ثم شكّل في كانون الأول من العام الماضي ما يُسمى بـ”جيش الأحرار”، ودعمه القائد العسكري البارز “أبو صالح الطحان”، ما فسّر بأنه “انشقاقٌ ناعم” داخل الحركة.

وأكّد هذا التفسير الانضمام إلى “تحرير الشام” عند تشكيلها، في كانون الثاني 2017، وتسليم قيادتها إلى “أبو جابر”.

ولم يستطع لهيب الاقتتال في إدلب، بين فصيلين تولّى قيادتهما، دفع مهندس البحوث العلمية المنحدر من بلدة مسكنة في ريف حلب الشرقي، لإظهار موقفه على العلن، في ظاهرةٍ تُخفي وراءها العديد من التساؤلات.

وقلّ ظهور الشيخ منذ توليه قيادة “تحرير الشام”، واقتصرت التصريحات والبيانات على معرفات الحركة، بينما ظهر قائدها العسكري، “أبو محمد الجولاني”، آخر مرة في معارك حماة، نهاية آذار الماضي، وتدور إشاعات حول تسلّمه القرارات المفصلية في الفصيل.

ويعتبر هذا مخالفًا لسلوك القيادي، فهو الذي أعلن موقفه صراحة من تنظيم “الدولة الإسلامية”، حين كان إمامًا لمسجد مسكنة الكبير، وعُرف بحزم قراراته حين كان قائدًا للحركة، لكن نجمه خبا بعد تسلّمه قيادة “تحرير الشام”

في آذار الماضي، وصفت أمريكا “أبو جابر” وغيره من المنتمين إلى الهيئة، غير “النصرة”، بأنهم “كومبارس ولا دور لهم في التشكيل الجديد”، معتبرة أن صاحب السلطة الحقيقية هو الجولاني “المتحكم من الناحية العمليّاتية، ومنهجه ومنهج جماعته هو التغلب، الذي ما هو إلا وجه آخر للاستبداد”.

أما الآخرون ممن تولوا المناصب “التجميلية”، مثل أبو جابر، فهم مجرد “كومبارس”، وفق مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية إلى سوريا، مايكل راتني.

وقال المبعوث الأمريكي في بيان نشرته وزارة الخارجية حينها، إن “الجولاني وعصابته لم يدخروا جهدًا من أجل النفاذ والاختباء كالطفيليات في جسد الثورة السورية، ليبدأوا بعد ذلك بابتلاعها من الداخل”.

لطالما دعا الشيخ حين كان في الحركة، إلى “مساندة الثورة السورية من خلال تشكيل حلف سنّي، يقف في وجه المشاريع والمؤامرات عليها”، معتبرًا أن سوريا هي خط الدفاع الأول ضدّ المشروع الإيراني في المنطقة.

الموقف الوحيد الذي نسب للشيخ خلال الاقتتال، تغريدة صدرت عن حسابٍ أنشئ قبل يومين باسمه، وكتب “‏لقد وصلت الساحة إلى مفترق طرق والجهاد أمانة في أيدينا، فإما أن نصونه ونحافظ على مكتسباته، أو تضيع تضحياته بأيدي مغامري السياسة وفتاوى التحريض”.

كما غرّد الحساب أن “أحرار الشام ذهبت بتثبيت جنودها، عبر بث الشائعات وكَيل التهم والأكاذيب ضد مشروع الهيئة من خلال جولات ميدانية وحملات إعلامية منظمة”.

لكن ناشطين شكّكوا بأن يكون الحساب تابعًا له، خاصةً وأنه أنشئ بعد بدء الاقتتال.

مازالت الدعوات لترك “الهيئة” وأوصاف التخوين تلاحق الشيخ من قبل قياديي “الأحرار”، إلى اليوم، وآخرها ما وصفه به القيادي “الفاروق أبو بكر” بأنه “خائن للثورة”، وقال في تسجيل مصورٍ نُشر الجمعة 21 تموز، “الخزي والعار للجولاني والخائن هاشم الشيخ أبو جابر”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا