تدور أنباء عن حشود تركيّة على الحدود مع سوريا لاستيعاب الاقتتال بين هيئة “تحرير الشام” وحركة “أحرار الشام الإسلامية” في إدلب.
وقالت مصادر متطابقة إن مقاتلين من “الجيش الحر” دُرّبوا في تركيا، على استعدادٍ لدخول محافظة إدلب، للقتال إلى جانب “حركة أحرار الشام”.
ولوّحت أنقرة، في وقت سابق، بإمكانية التدخل في المحافظة، لفرض “تخفيف التوتر”، المتفق عليه في اجتماع أستانة بضمانة تركية- روسية- إيرانية.
المستشار القانوني لـ “الجيش الحر”، أسامة أبو زيد، قال لعنب بلدي إن “انهيار حركة أحرار الشام ووصول تحرير الشام لمعبر باب الهوى، سيغلق المعبر بسبب تصنيف تركيا للنصرة”.
وتدرج أنقرة “جبهة النصرة”، التي غيّرت مسماها ثم انضوت في “تحرير الشام”، على قوائم الإرهاب، في وقتٍ رفضت فيه “الهيئة” أي تدخل تركي وهدّدت بمواجهته.
وأوضح أبو زيد أن المعبر هو شريان رئيسي لمدّ المعارضة ولدخول المساعدات الإنسانية، وبالتالي فإن سيطرة الهيئة على المنطقة الممتدة من معبر أطمة إلى معبر باب الهوى إلى بابسقا، ستضع تركيا في موقف صعب وتدفعها لإيجاد حلول.
وأكد أنه إذا وصلت “الهيئة” للمعبر فهذا يعتبر عاملًا لتعجيل التدخل التركي.
ولم تعلّق تركيا رسميًا على الاقتتال الذي بدأ في وقتٍ مبكرٍ منذ فجر اليوم.
ويخضع المعبر لإدارة مدنية انتدبتها حركة “أحرار الشام” بعد سيطرتها على المنطقة، ورفعت قبل أيام علم “الثورة السورية”، في تطوّر أثار حفيظة “الهيئة” التي لا تعترف بالعلم ويدافع مقاتلوها عن “رايات التوحيد”.
وتمكّنت “تحرير الشام” من السيطرة على عدة مدن حيوية من بينها الدانا وسرمدا، وهما البوابة الخلفية لمعبر “باب الهوى”، وعبرهما تمرّ طرقه الرئيسية، إلى جانب مناطق في جبل الزاوية وحارم ما يصعّب مهمة أي قوات تريد التدخل.
مصدر في “الجيش الحر” قال لعنب بلدي إن فصائل درع الفرات شمال حلب رفعت جاهزيتها وتأهبت للانتقال إلى إدلب، عبر الأراضي التركية.
لكن المصدر أردف أن التأهب وحده لا يكفي لتأكيد انتقال هذه القوات، لأن ذلك مرتبط مباشرة بقرارٍ من أنقرة.
وسبق لتركيا أن تدخلت في محافظة حلب بدعمٍ مباشر لفصائل “الجيش الحر”، لتسيطر على مساحات واسعة من تنظيم “الدولة”، ما أوقف مساعي قوات “سوريا الديمقراطية” لوصل مناطقها في الحسكة بعفرين، لتحقيق خريطتها المعروفة بـ “روج آفا”.
تخضع المحافظة لاتفاق وقف إطلاق النار بموجب اتفاقية أستانة، التي جمّدت استهدافها من قبل النظام السوري ورسيا، بعد سنوات من القصف، لكن الاقتتال الداخلي بين أكبر قوّتين فيها تكرّرت في الأشهر الماضية، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين حول المسؤولية عن افتعالها.
–