شرحت “هيئة تحرير الشام” موقفها من الاقتتال ضدّ حركة “أحرار الشام الإسلامية”، واتهمت الأخيرة بأنها من أعلنت الحرب بعد “التهدئة” التي دعت لها.
وقال مدير العلاقات الإعلامية، عماد الدين مجاهد اليوم، الأربعاء 19 تموز، إن “أحرار الشام هي من أعلنت الحرب واتخذت خطوات عملية باقتحام سرمدا والدانا، وقرى جبل الزاوية بالدبابات والآليات الثقيلة، في حين كانت قيادة الهيئة تحاول التهدئة وتبذل الجهود للإصلاح”.
إلا أن “الأحرار” اتهمت في بيان لها “الهيئة” بـ “نكث” الاتفاق الموقّع بخصوص منطقة تل طوقان، وقالت إن “الهيئة حركت أرتالًا إلى جبل الزاوية واعتدت على عدة حواجز للحركة”.
وتبادل الطرفان السيطرة على عدة مناطق في محافظة إدلب، وخاصة في المناطق الحدودية مع تركيا، وبلدات منطقة جبل الزاوية، وشهدت مدينة سرمدا المواجهات الأوسع التي انتهت بسيطرة “الهيئة” عليها بشكل كامل.
تل طوقان أساس الصراع
واعتبر مجاهد، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن “الاجتماع الأخير الذي جمع بين قيادة الهيئة والأحرار تمخض عن اتفاق شامل يرتكز على إيقاف الحشد العسكري والتجييش والتحريش الإعلامي وتشكيل لجنة لمناقشة الأمور العالقة”.
وأوضح أن “الحركة نشرت حواجز لها مساء الاثنين الماضي في قرية شنان جنوب إدلب، ما مثل انتهاكًا واضحًا للاتفاق بشقه العسكري، لينشر بعدها عمر خطاب الناطق العسكري للحركة تصريحات تتهم الهيئة بعدم الالتزام بالاتفاق، لتوضح تحرير الشام أنه لا يوجد أي شرط يتضمن الانسحاب من بلدة تل الطوقان”.
في حين قالت “الحركة” إن “حشودًا من الهيئة اقتحمت منقطة حزارين والتمانعة واعتقلت الشيخ طاهر عتيق رئيس محكمة جبل الزاوية، وتسبب الاعتداء بسقوط عدد من العناصر بين شهيد وجريح”.
وبحسب موقف “الهيئة”، فإن “التحشيد والاستنفار والتحريش بدأ من الحركة، والإجراءات التي اتخذتها الهيئة دفاعية”.
وحول علاقة الاقتتال الأخير بتفاهمات دولية، قال المسؤول إن “الهيئة لم تشارك أو توافق على مخرجات جميع المؤتمرات الخارجية التي زادت من معاناة السوريين وقرارها داخلي ولانقبل أي إملاءات خارجية”.
الاقتتال إلى أين؟
وأوضح مجاهد أن إنهاء الاقتتال “يعتمد على استجابة الأحرار والتزامهم وقد تكرر نكثهم للعهود والمواثيق”.
وطلب من قيادة الحركة “الالتزام بما اتفقت عليه وإحالة القضايا لمجراها الصحيح وهو القضاء والجلسات المشتركة وكف البغي الممنهج الذي تمارسه”.
وكانت “أحرار الشام” دعت في بيانها أمس “العقلاء من الهيئة ممن شهدوا عملية الصلح أن يقوموا بواجبهم الشرعي والأخلاقي إزاء الشعب السوري”.
واتفق كل من الطرفين في 16 تموز الجاري، على “تهدئة” في محافظة إدلب، بعد توتر عاشته لعدة أيام، شهد اعتقالات واتهامات متبادلة أيضًا من الطرفين.
وليست المرة الأولى التي تشهد المحافظة مواجهات بين الطرفين، إذ جرت اشتباكات في آذار الماضي، نتج عنها اعتقالات طالت عناصر الفصيلين.
–