خطة كوفي عنان.. سقوط جديد
جريدة عنب بلدي – العدد 17 – الأحد – 27-5-2012
بينما كانت عيون الآلاف من السوريين -والشرفاء في أنحاء العالم- تذرف الدموع والدماء حزنًا وألمًا على ما يجري في بلدة الحولة بحمص وحينما كان الألم يعتصر قلوبهم ولم يعرف النوم إلى عيونهم سبيلًا كان «السادة» المراقبون الأمميون يغطون في نومٍ عميقٍ غير عالمين أو غير آبهين بما يحدث. وعندما جاءتهم الاتصالات تدعوهم بل وترجوهم أن يتوجهوا إلى تلك البلدة علّهم يسهمون بوقف المجزرة أو ليكونوا على الأقل شهودًا على ما يجري فيها، أبوا إلا أن يتابعوا مهمتهم ويكونوا شهود زورٍ على طغيان النظام ووحشيته.
فقد تجاهلوا كل نداءات الاستغاثة والرجاء من النساء والأطفال الذين يُنحرون ويُقصفون ووضعوا حججًا واهيةً لتبرير بقائهم في فنادقهم حتى طلوع الفجر قبل أن يتوجهوا إلى «الحولة المنكوبة» ليذرفوا هناك أشد عبارات الاستنكار لما حدث. وتكتمل فصول المؤامرة الدولية على الشعب السوري الثائر حينما يعلن المبعوث الدولي-العربي المشترك كوفي عنان عن تأجيل زيارته المقررة إلى دمشق من اليوم الأحد إلى يوم الأربعاء القادم ليتجنب زيارة البلدة الجريحة كي لاتقع عيناه على مناظر الدماء التي سالت على ترابها على مرأىً ومسمعٍ من مراقبيه وبمباركةٍ من مبادرته «الكريمة». هذه المبادرة التي تم تقديمها كحلّ لإنهاء الأزمة السورية وإذا بها مبادرةٌ للقضاء على الشعب السوري من قبل نظام الأسد باستخدام الأسلحة الصديقة الواردة من إيران وروسيا -وآخرها شحنة السلاح الروسية التي تزامن وصولها إلى ميناء طرطوس مع هذه المجزرة الوحشية- بمباركةٍ دوليةٍ وسط صمتٍ مخزٍ من الدول العربية وجامعتها المشلولة.
على الرغم من كل هذا التآمر والدعم الدولي والتخاذل العربي، فإن شعبنا مستمرٌ بثورته متعاليًا على جراحه متناسيًا آلامه حتى النصر معتمدًا على ذاته وشعاره «مالنا غيرك ياالله».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :