حُيّدت القوى البحرية التابعة للنظام السوري عن المواجهات العسكرية على الأراضي السورية منذ انطلاقة الثورة السورية مطلع 2011.
واقتصر الحديث عنها بالاتفاقيات مع الدول الحليفة، وخاصة روسيا التي هيمنت بشكل كامل على السواحل السورية، من خلال قواعد عسكرية تعد الثقل الأبرز لها في الشرق الأوسط.
وتعرض عنب بلدي ثلاثة موانئ عسكرية رئيسية للنظام السوري على سواحل المتوسط، بالتزامن مع تبني “هيئة تحرير الشام” تنفيذ عملية في أحدها بمنطقة رأس شمرا بمحافظة اللاذقية.
ميناء اللاذقية الرئيسي
يعتبر أكبر الموانئ البحرية التابعة للأسد، سواء من حيث الترسانة العسكرية أو النشاط والحجم الذي يشغله على السواحل السورية، إذ يتكون من 23 رصيفًا، ويضم قسمًا لإصلاح السفن العسكرية.
كما يعد قاعدة أساسية لاستقبال زوارق الصواريخ السريعة التابعة للبحرية السورية.
وذكرت تقارير إسرائيلية، في آذار الماضي، أن إيران تسعى لتوقيع اتفاقٍ مع النظام السوري، تحاول من خلاله إنشاء قاعدة عسكرية لها على سواحل سوريا في ميناء اللاذقية.
إلا أن إيران نفت على لسان العميد رسول سنائي راد، المعاون السياسي لقائد “الحرس الثوري”، مشيرًا إلى أن الحديث عن الموضوع “ضجة إعلامية”.
ميناء البيضا قرب رأس شمرا
يقع على السواحل السورية شمال مدينة اللاذقية، ويشكّل المرفأ الرئيسي لمدينة أوغاريت كونه قديمًا جدًا.
تحوّل إلى ثكنة وميناء عسكري، منذ سبعينيات القرن الماضي، وأتبع إلى القوة البحرية في “الجيش السوري”، وبقي بنفس الاسم القديم له.
وبحسب تقارير عسكرية من النظام السوري يعتبر مركزًا لقوات الغواصين و”الضفادع البشرية”، ومشاة البحرية الخاصة، ويستخدم إلى جانب الأغراض العسكرية في مجال النقل، إذ ترسو فيه سفن النقل في أغلب الأحيان.
وقالت “هيئة تحرير الشام”، اليوم الأحد 16 تموز، إنها “بعد العمل الدؤوب والرصد المستمر، تمكنت من اختراق ميناء البيضا قرب رأس شمرا، وتفجير سيارة مفخخة بداخله”.
ميناء طرطوس “الروسي”
يتألف الميناء من 22 رصيفًا، وتبلغ مساحته ثلاثة آلاف متر مربع، وترسو فيه عشرات الزوارق الحربية وسفن النقل التابعة للبحرية السورية.
وتهيمن عليه القوات الروسية منذ عام 1971، إلا أنها اقتصرت على الدعم اللوجستي وتموين السفن قبيل الثورة رغم مصادقة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في 2008، على قرار يتيح للروس بناء قاعدة بحرية دائمة.
في كانون الثاني العام الجاري، وقّع النظام السوري اتفاقية مع حليفته روسيا حول توسيع قاعدة طرطوس البحرية (الميناء) واستخدامها لمدة 49 عامًا.
ونصت الاتفاقية على توسيع مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي في طرطوس، وسمحت بوجود نحو 11 سفينة حربية روسية في الميناء في آن واحد.
وعقب عام 2011 شهد الميناء نشاطًا ملحوظًا ازداد خلال العام الفائت والجاري، بالتزامن مع إعلان موسكو تدخلها العسكري لصالح النظام السوري.
–