علمت عنب بلدي من مصادر عسكرية مطّلعة أن لقاءً سريًا جمع قياديين من “الجبهة الجنوبية” مع “هيئة تحرير الشام”، طرح خلاله خياران لإنهاء وجود “الهيئة” في درعا.
وذكرت المصادر أن الاجتماع جرى خلال اليومين الماضيين، وخيّرت فيه “الجبهة” التي تتبع فصائلها لـ “الجيش الحر”، مقاتلي “تحرير الشام” بحل التشكيل في درعا أو الخروج نحو إدلب.
لكنّ مدير العلاقات الإعلامية في “الهيئة”، عماد الدين مجاهد، نفى لعنب بلدي ما تحدثت عنه المصادر بشكل قطعي.
وكان لمقاتلي “تحرير الشام” دورٌ “كبيرٌ” في معركة “الموت ولا المذلة”، التي استطاعت خلالها المعارضة منذ شباط الماضي، السيطرة على حي المنشية وصولًا إلى حي سجنة المجاور في درعا البلد.
وتأتي المحادثات التي تحدثت عنها المصادر تزامنًا مع وقف إطلاق نار تشهده المنطقة الجنوبية من سوريا، وبدأ تطبيقه الأحد 9 تموز الجاري.
ووفق المعلومات فإن قياديي “الجبهة الجنوبية”، أخبروا مقاتلي “تحرير الشام” بأن وجودهم في درعا “لم يعد مرحبًا به، بناءً على المتغيرات التي تشهدها المنطقة الجنوبية”.
واستُثنيت “تحرير الشام” التي تشكل “جبهة فتح الشام” عمادها، من الاتفاقات الدولية بخصوص وقف إطلاق النار، وتعتبر “منظمة إرهابية” لدى الدول التي ترعى الاتفاقات، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، اللتين اتفقتا على وقف إطلاق النار في المنطقة الجنوبية.
حديث القياديين تطرق إلى أن المرحلة المقبلة “ستشهد قتال الإرهابيين”، والمقصود “جيش خالد بن الوليد” في حوض اليرموك، إضافة إلى “الجهات الإرهابية الأخرى كالقاعدة والنصرة”.
كما أكدوا خلال الاجتماع أن “حل النصرة وإعلان تشكيل تحرير الشام، لم يغيّر نظرة الدول الإقليمية والدولية بالنسبة للفصيل الذي مازال يعتبر إرهابيًا”.
وحول الخيارات المطروحة تحدثت مصادر عنب بلدي أنها “تشمل حلّ تحرير الشام نفسها في درعا بشكل نهائي، واندماج عناصرها مع الجيش الحر”.
كما طُرح خيار نقل العناصر إلى إدلب، وهذا يتطلب تنسيقًا مع النظام السوري، لأنه لا طريق تسيطر عليه المعارضة ويصل بين درعا وإدلب.
وربما تتدخل الأردن في عملية نقلهم، لتنظيف حدودها من الجماعات التي تعتبرها “إرهابية”، إلا أنه لا تصريحات رسمية بهذا الخصوص حتى اليوم.
–