برشلونة وريال مدريد والميركاتو الصيفي
ظهر نادي برشلونة الإسباني بأداء غير مقنع على الإطلاق بالنسبة لجماهيره في الموسم الماضي، فلم يتمكن المدرب لويس إنريكي سوى من إضافة بطولة محلية وحيدة إلى خزينة النادي، بينما تمكّن رجال مدريد من تحقيق الثنائية التاريخية محليًا وأوروبيًا، الأمر الذي دفع إدارة البارسا لرد فعل سريع وإيجاد البدائل على جميع الأصعدة حتى لا تقع في ذات المأزق في الموسم المقبل.
ويعتبر الميركاتو الصيفي، أو سوق الانتقالات الصيفية، الفرصة المناسبة لترميم البيت الداخلي في برشلونة ووضع النقاط على الحروف وتحديد أماكن الخلل في الفريق، حيث يرى المحللون أن النادي الكاتالوني بحاجة إلى العديد من اللاعبين في مراكز اللعب المختلفة.
خط الدفاع
يحتاج الفريق إلى لاعب قلب دفاع يسد المكان الذي تركه بويول المعتزل دون أن يتمكن أحد من ملئه حتى الآن، خاصة مع رحيل ماثيو، وانخفاض مستوى خافيير ماسكيرانو في المباريات الأخيرة الموسم الماضي.
ويبدو قرار ترقية اللاعب مارلون سانتوس للفريق الأول خطوة جيدة، بالإضافة إلى إمكانية التعاقد مع مدافع آخر، والذي من الممكن أن يكون براي مينا الكولومبي المتألق مع بالميراس البرازيلي، بحسب ما صرحت الصحافة الإسبانية.
لم تتمكن خيارات إنريكي من إيجاد البديل المناسب الذي يمكنه تنشيط الجهة اليسرى للكاتالونيين، بوجود جوردي ألبا الذي تراجع مستواه ولوكا ديني، بينما يسعى المدرب الجديد فالفيري إلى إعادة القوة إلى الجهة اليسرى في الفريق، ويعمل على إعادتهما إلى مستواهما.
الجهة اليمنى
ترك داني ألفيش بعد رحيله إلى يوفنتوس في الميركاتو الصيفي الماضي فراغًا كبيرًا في الجهة اليمنى، والتي كانت خطة لعب الفريق التي يعتمد عليها في كثير من المباريات، ويبدو ذلك في عدم إقناع سيرجي روبيرتو على الجهة اليمنى، والذي كان من ضمن خطة إنريكي ليسد الفراغ الموجود في اليمين.
ولكن عودته المرتقبة لوسط الميدان، ستجعل برشلونة مطالبًا بالتعاقد مع ظهير أيمن، فمن الصعب الاعتماد على فيدال لوحده، خاصة أنه لم يحصل على فرصته كاملة بعد مع الفريق.
لذا تعاقدت إدارة النادي مع البرتغالي نيلسون سميدو، لاعب بنفيكا، وأفادت تقارير صحفية أن قيمة انتقاله إلى صفوف البلاوغرانا قد تصل إلى 35 مليون يورو، لمدة خمسة مواسم متتالية، إضافة إلى مكافآت تتعلق بالفعالية والأداء بنحو خمسة ملايين يورو.
ويتحلى اللاعب بقدرات هجومية رغم مركزه الدفاعي، كما يتمتع بإمكانات بدنية رائعة.
وسط الميدان
ظهرت الشيخوخة على وسط ميدان برشلونة في أواخر الموسم الفائت، فبالرغم من تألق أندرياس إينيستا في الكثير من المباريات إلا أن المحللين يرون أنه حان الوقت للنادي الكاتالوني للبحث عن لاعب خط وسط شاب بحجم قدرات إينيستا وإبداعه الكروي، كما تدرك الإدارة جيدًا أن خطة الفريق خلال السنوات السابقة كانت معتمدة بشكل أساسي على خط الوسط الفولاذي الذي يمتلكه، وإن نجح المدرب بحل تلك المشكلة فسيكون قد حل جزءًا مهمًا من مشاكل الفريق.
أولوية الفريق الواضحة هي التعاقد مع الإيطالي ماركو فيراتي، ويبدو أن النادي لن يتردد في التقدم بعرض كبير جدًا من أجله وقد يصل لـ 100 مليون يورو، كما أنه قد يضحي بمجموعة من لاعبيه ليجعل الأمر ممكنًا، على غرار أردا توران، رافينيا ألكانتارا أو حتى إيفان راكتيتش، الذين باتوا مرشحين للرحيل من أجل توفير السيولة الكافية للتعاقد مع لاعب باريس سان جيرمان.
في حالة لم تنجح الصفقة، قد يتجه النادي نحو الإيفواري جان سيري الذي تألق مع نيس هذا الموسم، كما يفكر برشلونة بتعويض إنيستا باللاعب البرازيلي فيليبي كوتينيو من ليفربول، لكن سعره المرتفع قد يجعل النادي يفكر في حلول أخرى.
خط الهجوم
مع وجود الـ MSN، ودور باكو كلاعب احتياطي، احتياج البارسا للتعاقد مع مهاجم جديد سيتوقف على خطط فالفيردي، فإن كان سيلعب الفريق بخطة 4-3-3، فلن يكون المدرب بحاجة لأي لاعب جديد في الخط الأمامي، لكن إن حول الخطة لـ 4-2-3-1، فإن الفريق قد يحتاج لمهاجم يلعب على الجهة اليمنى، والأقرب حسب وسائل الإعلام هو الفرنسي عثمان ديمبيلي، رغم أن سعره بات مرتفعًا جدًا، وتتحدث وسائل الإعلام عن 90 مليون يورو.
بطبيعة الحال يحتاج برشلونة لأربع صفقات على الأقل كي يرمم صفوفه، وتكلفتها لن تقل عن 200 مليون يورو، فيما لا يملك النادي في الوقت الحالي أكثر من 75 مليون يورو لصرفها في الميركاتو.
كل شيء سيتوقف في النهاية على المبالغ التي سيجنيها النادي وراء بيع لاعبيه، وربما قد نشاهد مغادرة خمسة أو ستة لاعبين هذا الصيف عن البارسا، وهي خطوة قد تكون إيجابية لأن مجموعة من لاعبي الفريق حاليًا يعانون من تراجع واضح في المستوى، والفريق بات في حاجة لضخ دماء جديدة.
أما الملكي فاحتياجاته ليست كثيرة
على الجهة المقابلة، وبالرغم من أن موسم ريال مدريد كان ناجحًا على عدة أصعدة وتوج في النهاية بلقبين جوهرين هما الليجا الغائبة عن خزائنه منذ 2012 ودوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي وللمرة العاشرة في تاريخه، إلا أنه عازم على القيام بمجموعة من التغييرات خلال الانتقالات الصيفية الجارية.
حراسة المرمى
كثرت الإشاعات في بداية الميركاتو عن رغبة الميرينجي في التعاقد مع دافيد دي خيا، ولكن تصريحات لإدارة النادي أكدت أنه “يرغب بكيلور نافاس كحارس أساسي، فالريال يملك حامي عرين مميز وهو ليس بحاجة لانتداب عنصر بديل على الأقل بالنسبة للموسم المقبل”، لكن المفاجآت واردة جدًا في هذا المركز.
خط الدفاع
رفض النادي الملكي التجديد للبرتغالي كيبلير بيبي وبالتالي سيرحل لانتهاء عقده، لكن دون أن يترك نقصًا أو ثغرة في مكانه بوجود فاران وناتشو الذي بإمكانه أن يجاور القائد راموس على خط الدفاع، كما استعاد الفريق الشاب خيسوس فاييخو بعد تألقه خلال الموسم الماضي مع آينتراخت فرانكفورت، والذي اكتسب الخبرة اللازمة في الدوري الألماني، وهو متميز في الصراعات الهوائية. سمات تجعله مناسبًا جدًا للفريق وهو سيحصل بكل تأكيد مع زيدان على الفرص الكافية لمواصلة التطور.
الظهير الأيسر
النجم البرازيلي مارسيلو يصارع لوحده هناك على الجهة اليسرى، ونادرًا ما يتم إشراك ناتشو لتعويضه على عكس المراكز الأخرى التي كان يحظى فيها اللاعبون بفترة راحة أكبر، لكن الفريق تعاقد في مستهل المركاتو مع ثيو هيرناديز لحل مشكلة النقص على الجهة اليسرى.
الظهير الأيمن
يعد داني كاربخال واحدًا من الأفضل في العالم في هذا المركز على الجهة اليمنى، وقد أثبت ذلك في الموسم الفائت، ولكن بديله دانيلو لا يمكن أن يعوض غياب كاربخال، ولا يرتقي حتى لجزء من المستويات الرائعة التي يقدمها، فهو ضعيف في التغطية ولطالما وقع في هفوات فادحة في عدة مناسبات، ويبدو من الأفضل للفريق أن يبيع الظهير البرازيلي وينتدب عنصرًا عاديًا بدلًا منه.
خط الوسط
متوسط الميدان الدفاعي: لن يبقى كاسميرو وحده من ينشط في قلب ملعب النادي الملكي، فقد استرجع الفريق ماركوس يورينتي من آلافيس بعد انتهاء إعارته، وهو مميز جدًا في التدخلات وقطع التمريرات كما أنه دقيق جدًا في تمريراته (87%) ويخدم الهجوم كثيرًا بكراته الذكية والطويلة، ولا احتياجات أخرى للفريق في منتصف الملعب، فكروس ومودريتش من بين ألمع النجوم في مراكزهما ولهما بديل متألق الكرواتي ماثيو كوفاسيتش.
صانع الألعاب: أصبح النادي الملكي أكثر تشبثًا من أي وقت مضى بالدولي الإسباني فرانشيسكو إيسكو نظرًا لتوهجه والمستويات الخرافية التي أظهرها في المرحلة الأخيرة من الموسم، حتى إنه كان أفضل مواسمه رقميًا وفنيًا، لكن هناك في المقابل من بات قريبًا جدًا من الرحيل والحديث هنا عن الكولومبي خاميس رودريجيز الذي كانت الجماهير قد حيّته تحية الوداع في آخر مباراة على أرضية ميدان سانتياجو برنابيو.
وكان اللاعب الكولومبي قد انتقل إلى مانشستر يونايتد منذ عدة أسابيع وتتحدث التقارير عن صفقة تفوق 50 مليون يورو، لكن الريال لن يكون بحاجة لصفقة ضخمة لتعويضه، فهو لم يكن أصلًا ذا أهمية جوهرية ولن يؤثر كثيرًا على التشكيلة.
الهجوم
الجناح الأيمن: يكفي أن نذكر بأن جارث بيل أصيب الموسم الماضي مرارًا وتكرارًا، لكن النادي لم يعاني في غيابه وكان لوكاس فاسكيز معوضًا ناجحًا جدًا له، وطالت الانتقادات الويلزي وأُطلق عليه وصف “اللاعب الزجاجي”، لكن من المستبعد جدًا التخلي عنه، فالفريق يريد الاستفادة منه بشكل أكبر ويثق أن في جعبته المزيد والمزيد.
الجناج الأيسر: قدم الشاب الموهوب ماركو أسينسيو مستويات رائعة مع الفريق في الموسم الفائت ما يدعو زيدان لتثبيته في هذا المركز، وهو يجيد التسديد من خارج منطقة الجزاء.
ويشغل الدون كريستيانو رونالدو عادة مركز المهاجم الأيسر، لكنه يميل كثيرًا نحو العمق وحين يشارك ماركو، يترك له مساحة كافية للتركيز على منطقة العمليات فقط.
كما سيرحل موراتا الإسباني بالرغم من مستواه الجيد مع النادي، ولكن عدم رضاه عن الدقائق التي لعبها وجلوسه على الاحتياط في اللقاءات الكبيرة، أجبرته على مغادرة القلعة البيضاء، ما سيحتم على النادي الملكي تعوضيه بلاعب كبير.
ومن الواضح أن الطاقم الفني بإدارة زيزو، يريد الحفاظ على المنظومة الحالية والتي كانت ناجحة جدًا وتوجت بعدة ألقاب، لكنه يعول في نفس الوقت على اللاعبين الشباب ويضع ثقة كبيرة فيهم، وذلك واضح من خلال نوعية الوافدين الجدد الأمر الذي يظهر في خطة زيدان للمحافظة على الفريق في المواسم المقبلة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :