عنب بلدي – خاص
جولة جديدة من مفاوضات جنيف، توصف بالروتينية، انتهت بين النظام والمعارضة السورية دون تحقيق إنجازات تذكر، أو تقدم ملفت في الملف السوري، سوى الإعلان عن موعد المحادثات المقبلة والتي حددها المبعوث الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في أيلول المقبل.
الإعلان عن انتهاء الجولة السابعة من جنيف تزامن مع تحرك رتل من الدبابات وراجمات صواريخ الفيل، التابعسة للفرقة الرابعة من درعا، بحسب مصادر لعنب بلدي، والتي تعيش هدوءًا حذرًا في ظل اتفاق وقف إطلاق النار، إلى جبهة حي جوبر الدمشقي، في محاولة من النظام السيطرة عليها.
وتستميت قوات الأسد في الهجوم على الحي الدمشقي وفصله عن باقي بلدات الغوطة والهجوم عليه من ثلاثة محاور، الأول من جهة عين ترما، والثاني من حي عربين شمال جوبر، إضافةً إلى المحور الرئيسي على الحي بشكل مباشر.
جنيف يمهّد لجوبر
تصريحات للمبعوث الأممي وممثلي الطرفين خلال خمسة أيام من مفاوضات جنيف غابت عنها العمليات والحملات العسكرية التي تشنها قوات الأسد والميليشيات الرديفة لها على بلدات الغوطة الشرقية، واكتفى كل طرف منهما بالحديث عن مطلبه المتمثل بقضية محاربة الإرهاب بالنسبة لوفد النظام السوري، برئاسة بشار الجعفري، في حين تركز المعارضة السورية المتمثلة بوفد الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة، نصر الحريري، على الانتقال السياسي.
الحي الدمشقي شُمل ضمن اتفاقيات وقف إطلاق النار سابقًا، كان آخرها اتفاق الدول الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) في 6 أيار الماضي، على تحديد أربع مناطق “تخفيف توتر” منها الغوطة الشرقية، تحت مراقبة روسيا وإيران الداعمتين للأسد، الأمر الذي اعتبره محللون أن ذلك يعني زيادة الأسد وحلفائه الثقل في المنطقة للسيطرة عليها عقب جنيف على غرار ما حصل في جولات سابقة.
مرواغة روسية
المتحدث باسم “فيلق الرحمن”، الفصيل الأبرز في جوبر، وائل علوان، اعتبر في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في حي جوبر مضى عليه أكثر من سبعة أشهر، متسائلًا “في سبعة أشهر ماذا حصدنا من المراوغة الروسية إلا تهجير وادي بردى وحي الوعر في حمص وحيي القابون وبرزة، والمزيد من الحملات العسكرية على درعا وحماة والغوطة الشرقية وأحياء دمشق”.
وحول محادثات جنيف وأستانة، أوضح علوان أن هذه المبادرات حبر على ورق، بسبب الدور التخريبي لإيران ومراوغة الروس وعدم جديتهم في إمضاء الحل السياسي، ودعمهم اللامحدود للحل العسكري الذي ينتهجه الأسد ومشاركتهم فيه، هو ما يعطل جميع المبادرات من الدول الصديقة وعلى رأسها تركيا.
وأكد أن ما يجري من تحركات على الأرض واجتماعات سياسية “تصب في خدمة الأسد لمنحه المزيد من الوقت، وإمهال روسيا التي تسعى لتقويض جنيف والقرارات الدولية وقتًا أطول لتعويم النظام”.
“جنيف 7” انتهى، بانتظار الجولات المقبلة في أيلول وتشرين الثاني، بحسب ما أعلن دي ميستورا، وسط دورانه في حلقة مفرغة ومراوغة من قبل النظام الذي يسعى لكسب نصر عسكري على الأرض قبل كل جولة تساعده على فرض شروطه بقوة.