عنب بلدي – العدد 109 ـ الأحد 23/3/2014
أكدت الأمم المتحدة في بيان صحفي صادر في 20 آذار أن قافلة محملة بالمواد الإغاثية لمئات الآلاف من السورين المحتاجين للمساعدات الإنسانية في شمال سوريا ستغادر الحدود التركية عبر منفذ نصيبين الحدودي باتجاه مدينة القامشلي. وذكر البيان أن المساعدات تشمل مواد متنوعة من أغذية وحرامات وفرشات ومواد خاصة بالعناية والنظافة الشخصية، ومواد طبية وأدوية. وذكرت وكالة رويترز أن عدد الشاحنات بلغ حوالي 80 شاحنة. وساهم في تقديم هذه المواد كل من برنامج الغذاء العالمي ومفوضية شؤون اللاجئين واليونسف ومنظمة الصحة العالمية بالإضافة لمنظمة الهجرة الدولية.
وصرح المنسق الإقليمي للمساعدات الإنسانية للأزمة السورية ناجيل فيشر أن «هذه هي المرة الأولى خلال ثلاث سنوات من الصراع الدامي تستطيع الأمم المتحدة إدخال المساعدات لسوريا عبر الحدود من تركيا».
ويأتي دخول قافلة المساعدات عبر الحدود التركية بعدما دعا مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي كل من النظام السوري وقوات المعارضة السماح بمرور قوافل المساعدات الإنسانية عبر خطوط الجبهة ومن خلال أقصر الطرق المباشرة.
وشكا عدد من الجمعيات الخيرية، مثل منظمة أنقذوا الطفولة، أن قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة في 21 شباط لم يستطع كبح المعاناة الإنسانية في سوريا، وأن العديد من أطراف النزاع فشلت بالوفاء بالتزاماتها الواردة في نص القرار.
وقد كانت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تمتنع عن تقديم المساعدات الإنسانية عن طريق عبور الحدود، ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تشجع الكثير من المنظمات الدولية لمحاولة عبور الحدود السورية وإيصال المساعدة للمتضررين والمحتاجين في المناطق المحررة وغيرها.
وتعتبر هذه الخطوة كنوع من كسر الحصار المفروض على الشعب السوري في العديد من المناطق التي يرفض النظام السوري إدخال المواد الغذائية والطبية إليها ضمن سياسة التجويع المفروضة عليها، رغم تشكيك مسؤول غربي، بحسب رويترز، بوصول شاحنات المساعدة لبعض المناطق الأكثر تضررًا من الصراع.
وقد ذكرت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر الأسبوع الماضي أن الجيش السوري كان يستخدم التجويع كأسلوب وكسلاح حرب في حصاره لمخيم اليرموك في دمشق، وذكر التقرير أن 194 شخص، من ضمنهم 12 رضيع وستة أطفال و41 شخص طاعن في السن قضوا جراء تلك السياسة. وأضاف أن سكان اليرموك ليسوا وحدهم وقصتهم تتكرر في جميع أنحاء سوريا، فحوالي 250 ألف من المدنيين يعيشون تحت الحصار.
كما وجه تقرير منظمة العفو الدولية نداءً إلى زعماء العالم للتحرك لضمان وصول المساعدات الإنسانية الفورية لإنهاء معاناة المدنيين.
فهل كانت هذه النداءات المستمرة من المنظمات العالمية ومن داخل سوريا هي من دفعت الأمم المتحدة أخيرًا لعبور الحدود وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وهل تستطيع الأمم المتحدة إجبار السلطات السورية على السماح بإدخال المساعدات لمخيم اليرموك وبعض مناطق ريف دمشق المحاصرة لكسر طوق الحصار وسلاح الجوع.