تعود شخصية أدهم رجوب إلى واجهة التسويات والمصالحات من جديد بعد سنوات من غيابها، كـ”عرّاب الأسد” في عودة أهالي حي الوعر الحمصي إلى المدينة، بعد اتفاق التهجير الأخير الذي خرجوا خلاله إلى المخيمات في ريف حلب الشمالي.
وعيّن رجوب في الأيام الماضية كـ”وسيط” مهمته التواصل مع أهالي حي الوعر في الشمال السوري، الذين يرغبون بالعودة، وكان له الدور الأكبر في إرسال الباصات إلى مدينة تادف ونقل الأهالي الرغبين بالعودة إلى حيّهم.
أدهم مختار رجوب من سكان حي الوعر غرب حمص، شغل منصب عضو لجنة وجهاء حي الوعر في عامي 2011 و2012، وعرف بعلاقته الوثيقة بمخابرات وأفرع النظام السوري الأمنية إلى جانب اثنين من إخوته (عمار، مالك) قبل أحداث الثورة.
وكان له النشاط الأكبر في مطلع أحداث الثورة السورية، بإخراج المعتقلين لقاء مبالغ مالية و”تسويات سرية”، إضافةً إلى التسهيلات التي حصل عليها آنذاك من قبل الأفرع الأمنية الأربعة لمدينة حمص.
اتهم “الوسيط الحالي” بسرقة منازل وسيارات ومحلات الأهالي في الوعر، إلى جانب بيوت المدنيين في أحياء الحمدية، الإنشاءات، الغوطة، وذلك في الأشهر الأولى للثورة السورية، أثناء اندلاع المظاهرات في الأحياء المذكورة.
كما وجهت ذات الاتهامات إلى أبناء عمومته، وخاصة مرهف رجوب بالإخبار عن أسماء المتظاهرين ضد النظام السوري في سنوات الثورة الأولى.
إلا أن عددًا من أبناء العائلة المشهورة في مدينة حمص، نفوا جميع هذه التهم، وطالبوا مشايخ مدينة حمص بالحد من هذه الاتهامات التي ألصقت بهم.
بعد سيطرة فصائل “الجيش الحر” على حي الوعر بفترة قصيرة، احتجز رجوب مع إخوته لدى الفصائل في الحي بتهمة تشكيل فرقة قناصين لاغتيال قياديين عسكريين في الوعر، وقتل على إثرها أخاه مالك بعد أقل من 24 ساعة على احتجازهم.
وكان قرار الاحتجاز صدر حينها من قبل رئيس الهيئة الشرعية في الحي، الشيخ حوري عثمان، وذلك بعد كشف مهام كلفوا بها لقتل كل من “أبو حيدر حاكمي”، و”أبو عبد الله الصديق”.
وخلال فترة الاحتجاز، التي استمرت حتى سيطرة قوات الأسد على الحي بالاتفاق الأخير، طالب عدد من أهالي الحي بتصفيته، والتحقيق بشكل جدّي معه، وذلك على خلفية التهم المتعلقة به.
عملية الإفراج عنه في أيار 2017 الجاري بقيت غامضة حتى الآن، وعزاها البعض إلى أنها شرط من ضمن بنود الاتفاق الذي توصلت إليه لجنة الحي مع النظام السوري، دون أي توضيح من قبل الفصائل العسكرية أو المسؤولين عن هذه العملية.
في 5 تموز الجاري ذكر ناشطون من مدينة حمص أن “فصائل الجيش الحر ألقت القبض على مجموعة مهمتها استدراج عدد كبير من أبناء حمص المهجرين، وسحبهم إلى مناطق النظام في تادف بهدف التسويات والعودة إلى حضن النظام”.
وأشار الناشطون إلى أن هذه المجموعة “مكلفة من اللواء حسام لوقا، وأدهم مختار رجوب”، كخطوة لسحب كافة الأهالي إلى الحي وإدراجهم في صفوف قوات الأسد.
–