عمار زيادة – عنب بلدي
في خطوة هي الأولى من نوعها، تمكن السوريّان عبد الرحمن الأسود ومحمد الشيخ عثمان، من رفع علم الثورة السورية على قمم جبال الهملايا خلال رحلة قاما بها في الذكرى الثالثة لانطلاق الثورة لتوصيل رسالة بأن «الثورة مستمرة، وهناك من لا يزال يؤمن بها».
وانطلقت رحلة الشابيْن من الكويت يوم 25 شباط المنصرم بهدف الوصول إلى نيبال والتوجه إلى قمة «مخيم قاعدة إيفرست التي يصل ارتفاعها إلى 5364 متر، وإلى قمة «كالاباتار» وارتفاعها 5545 متر، بجهود فردية وعلى حسابهما الخاص وفق ما نقله عبد الرحمن لجريدة عنب بلدي.
وبعد 6 أيام من الصعود على الجبال انطلقت من منطقة «لوكالا» المقطوعة من أي وسيلة نقل سوى «القدمين»، وصل الشابان إلى مخيم قاعدة إيفرست يوم الجمعة 7 آذار، ثم إلى قمة «كالاباتار» يوم السبت 8 آذار، ثم تبعها رحلة النزول التي استغرقت ثلاثة أيام.
وأشار عبد الرحمن إلى أنه وضع ملصقات على الطريق الواصل إلى القمم التي صعدها، على غرار علم الثورة وصورة الشهيد عبد القادر الصالح، إضافة لملصق خاص بحلب كُتب عليه «نحن نقصف بالبراميل»، كـ «تذكار للتعبير عن سبب وجوده في جبال الهملايا».
أما عن الصعوبات التي اعترضت طريقهما فتحدث عبد الرحمن بأن أبرزها الإرهاق الجسدي الناتج عن السير لمدة 6 ساعات (تصل أحيانًا إلى 10 ساعات) في اليوم، إضافة إلى نقص الأوكسجين في المرتفعات ما سبب صداعًا حادًا وقويًا منعهم من النوم، وقد اضطر لتناول «حبة طبية خطيرة تخفف ضربات القلب حتى يتأقلم مع الجو الجديد»، مشيرًا إلى توقيت الرحلة السيء إذ وصلت درجة الحرارة إلى 20 درجة دون الصفر.
ولم تخلُ الرحلة من المفارقات بحسب عبد الرحمن، فقد اجتمع في أحد الأكواخ بمتسلق روسي «شكلو منحبكجي لبوتين»، فحدثه عن دعم الحكومة الروسية «للديكتاتور» في سوريا وجرائمه، إضافة «للديكتاتور» في أوكرانيا، لكنّ الروسي لم يردّ وانتهى الحديث فورًا. كما التقى عبد الرحمن بناشطة أمريكية في مجال حقوق الإنسان استفسرت عن معنى «برميل متفجر»، فشرح لها ماهية هذه البراميل وأنها غير محددة الهدف، لكن الناشطة «لم تستطع استيعاب أو تخيل» سبب استخدامها ضد المدنيين.
وأضاف عبد الرحمن أنه استفاد من هذه التجربة بأن الخطوة الأولى في أي مشروع مهمة لتحقيق الهدف، لكن في حال لم يتبعها استمرار وإصرار تصبح هذه الخطوة «مدمرة»، كما حال الثورة السورية التي يجب أن تستمر، مشيرًا إلى أن الرحلة لم تكن كما توقعاته، لكنه أصرّ على إكمالها.
وفي النهاية شددّ عبد الرحمن على أن قيمة هذه الأعمال -في الوقت الذي تشتتت فيه أهداف الثورة واتجهت إلى العسكرة والعنف- تكمن بأن «الثورة ما تزال حية في نفوس السوريين.. الثورة الأولى والأهداف التي انطلقت لأجلها».