عنب بلدي – العدد 109 ـ الأحد 23/3/2014
انتشرت مؤخرًا في أوساط المستخدمين دعوات ورسائل تنصح بالتحول من استخدام برنامج الدردشة الشهير واتس اب، الذي استحوذت عليه شركة فيسبوك، إلى استخدام تطبيق جديد اسمه تيلغرام Telegram، كبديل أفضل وأكثر أمنًا من العديد من تطبيقات التواصل الاجتماعي الرائجة. فهل تيلغرام بديل مناسب حقًا؟
يجب أن نعلم أن أمان أي تطبيق هو في نمط تشفيره، لما يشكله التشفير من أهمية في حماية خصوصية المستخدمين، وهنا يتميز تيلغرام، إذ يتمتع بتشفير عالي من نمط AES-IGE 256 Bits.
كما يتميز تيلغرام بأنه مجاني ولا يحوي إعلانات، بالإضافة إلى خفة أدائه، وإتاحته لإمكانية تبادل مختلف أنواع الملفات (صور، فيديو، مستندات، PDF، APK …) وليست محصورة بنوع معين كما هو الحال في التطبيقات الأخرى. التطبيق يتيح أيضًا إمكانية إنشاء مجموعات يصل عدد أعضائها إلى 200 عضو، ويقوم بعرض قائمة بالأعضاء الموجودين ومن يقوم بالكتابة بنفس الوقت.
ما الجديد في تيلغرام Telegram؟
يتفرد تيلغرام بميزة إضافية غير موجودة في معظم التطبيقات المشابهة، وهي ميزة التدمير الذاتي للرسائل السرية Self-Destruct. وتعتبر هذه الميزة مهمة جدًا في المحادثات الحساسة والتي قد يشكل وصولها للغير خطرًا على المستخدمين، إذ إنها تحذف المحادثات من جهازي المرسل والمستقبل في آن معًا بعد مرور مدة محددة من قبل الطرفين، كما أنها تحذف المحادثات من خوادم الشركة نفسها. وقد تكون هذه الميزة مفيد جدًا للناشطين والمعارضين داخل سوريا، والذين يتنقلون باستمرار أو يقيمون في مناطق سيطرة النظام، حيث يحتمل أن تقع أجهزتهم بأيدي الأمن السوري، وتعتبر دليلًا على التورط في العمل المعارض للنظام.
يمكن تفعيل هذه الميزة من إعدادات المحادثة ثم Self-Destruct Timer تحديد الوقت المحدد لحذف المحادثة.
لابد من لفت النظر إلى أن هذا التطبيق روسي الصناعة، لذلك يستوجب على المستخدمين السوريين الانتباه لضرورة عدم تبادل المعلومات عالية السرية والحساسية عبره، فمع أن الشركة المنتجة للتطبيق ليست على وفاق مع الحكومة الروسية وقد رفضت طلبات عديدة من أجهزة الأمن، إلا أن الشركات المصنعة عمومًا تستطيع الوصول إلى بيانات المستخدمين ومحتوى محادثاتهم متى شاءت.
ملاحظة: تجنب تبادل المعلومات والملفات السرية على التطبيقات التالية (Facebook, Telegram, Whatsapp, Viber, Line, Wechat …) قبل تشفيرها بواسطة برامج تشفير خاصة وموثوقة تختار أنت مفتاحها. وسنقوم بالتطرق لموضوع التشفير في الأعداد اللاحقة إن شاء الله.
دامت بياناتكم في أمان.