عيد الأم… بين دموع الشوق لغائب لن يعود، وغائب منتظر
عنب بلدي – العدد 109 ـ الأحد 23/3/2014
21 آذار، موعد مع إطلالة الربيع، وأم أفنت العمر في تربية أولادها ليكبروا محققين لها الآمال، لكن الأمل علّق على أسوار الانتظار، فمنذ ثلاثة أعوام وعيد الأم لم يعد كما كان، حاله كحال سوريا، لا مكان للعيد.
ثلاثة أعوام والشهيد يسقط تلو الشهيد وحلم والدة الشهيد بولدها يكبر أمامها ليكون لها عونًا عند الكبر تحطم مع أول رصاصة اخترقت قلب الشهيد ولم ينتهِ ببرميل ينهي حياة طفل رضيع تحت الأنقاض مخلفًا قلب الأم كسيرًا يبكي دمًا كل الأيام.
عيد الأم عاد وقلب الأم أسير كفلذة كبدها خلف القضبان، يعد الأيام والليالي لعل الغد يحمل لها ولدًا يتوق لدفء الشمس والحرية، ولعل عيدها يكون عيدين بعودة الغائب المنتظر.
عيد عاد والأم في مكان وولدها في مكان قد يفصل بينهما أمتار معدودة أغلقتها حواجز النظام وحصاره للمدن، فاستحال القرب بعدًا واستحال البعد حلمًا قد يتحقق اللقاء يومًا ما. وقد تستحيل المسافات بلادًا ويبعد الأمل لكنه لا يخبو بيوم يعيد الألق للقلب الجريح.
أي عيد خصص للأم يلتف حولها أولادها مجددين العهد بالوفاء ومعيدين الدفء لقلوب أمهات ترتسم البسمة على شفاههن بسماع كلمة «كل عام وأنت بخير» في يوم عيدها ودعوات الرضا التي تسابق عنان السماء، أي عيد وقد دفنت «كل عام وأنت بخير» إما تحت التراب أو قيدت في أقبية الظلام، أي عيد والدموع والدعوات لا تفارق شفاه أم قد كوى قلبها البعد والشوق والحنين.
لأم الشهيد، وأم المعتقل، لأم المرابطين على الجبهات والمبعدين بالمسافات، لقلوب أعياها طول الانتظار ورافق دقات قلبها دعوات بالسلامة والحفظ من كل مكروه لولد اختار الوطن أمًا وحبيبة. كل عام وأنتنّ الوطن.
وفي عيد الأم، احمل في قلبك رسالة لكل أم شهيد أو أم معتقل تسعد قلبها وتؤكد لها أنه لا زال هناك أوفياء للعهد يطرقون بابها في كل حين «أمنا.. كلنا ولادك».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :