غادرت قافلة تضم مئات الأشخاص من مهجري حي الوعر في حمص، من مخيم زوغرة في جرابلس شمال حلب باتجاه الحي الخاضع لسيطرة النظام السوري.
وعلمت عنب بلدي من مصادر في جرابلس اليوم، الاثنين 10 تموز، إن العدد يبلغ 551 شخصًا، وقرروا العودة إلى حي الوعر بعد مفاوضات مع النظام السوري بسبب الأوضاع المتردية في المخيم.
وخرج مقاتلون من حي الوعر وعائلاتهم إلى شمال حلب، بعد حصار متواصلٍ من النظام السوري وقصفٍ زادت وتيرته قبل التوصل إلى تسوية برعاية روسية.
من جهته قال “المركز الإعلامي الحربي” التابع لقوات الأسد إن عددًا من المسلحين وبعض المدنيين من حي الوعر، الذين رفضوا تسوية أوضاعهم والبقاء في الحي في وقت سابق، تواصلوا مع الأجهزة السورية المختصة لتسوية أوضاعهم والعودة.
وكانت روسيا والنظام السوري توصلوا إلى تسوية مع مقاتلي الحي، في آذار الماضي، خرج بموجبها أكثر من 25 ألف شخص على مدى عشر دفعات إلى ريف إدلب وجرابلس.
تطمينات من قبل النظام
بركات الحمصي، أحد مهجري الوعر والمطلع على ملف التفاوض، قال لعنب بلدي إن عددًا من العائلات تواصلت مع لجنة حي الوعر التي يتزعمها، أدهم رجوب، من أجل العودة برعاية محافظ حمص، طلال برازي، الذي قدم تطمينات للمهجرين.
وأضاف الحمصي أن بين 800 وألف شخص سجلوا أسمائهم في إدارة المخيم، قبل أن يتراجع عدد منهم ويقرر البقاء في المخيم.
الحمصي أكد أن المهجرين بدأوا اليوم بالتجمع أمام المخيم للانطلاق، فقام أحد قادة السلطان مراد بمنعهم وإقناعهم بالعودة عن قرارهم وخاصة الشباب تحت سن الأربعين لكن البعض لم يستجب.
وأشار إلى أن المهجرين اشتكوا إلى تركيا التي أحضرت دوريات من أجل مرافقة القافلة إلى مدينة تادف مكان وصول حافلات النظام السوري.
وأرجع الحمصي سبب عودة العائلات إلى نقص الخدمات في المخيم، إضافة إلى عدم تأقلم البعض مع أجواء المخيم.
شروط العودة من جانب النظام
وحصلت عنب بلدي على مقطع صوتي لرئيس لجنة حي الوعر، أدهم رجوب، طالب فيه الجميع بالعودة وتسوية أوضاعهم.
وقال إن الأشخاص المنشقين والمطلوبين عسكريًا سيقومون بتسوية أوضاعهم وتأدية الخدمة داخل مدينة حمص، إضافة إلى عودة طالب الجامعة إلى جامعته.
واشترط رجوب عودة العائلة كاملة بحسب ما وردت أسماؤها في دفتر العائلة دون نقصان أحد من أفرادها، كما أن النظام السوري غير مسؤول عن نقل الأغراض رافضًا إرسال شاحنات لنقل الأمتعة.
ويحاول النظام السوري استغلال عودة العائلات إلى منازلهم في الحي، لإظهار أن الأمور طبيعية، في وقتٍ تعيش مناطق المعارضة أوضاعًا اقتصادية متردية، خاصة في مخيمات النازحين.