التهاب سنجابية الدماغ.. أو ما يعرف بشلل الأطفال

  • 2017/07/09
  • 4:07 م
شلل الأطفال

د. أكرم خولاني

هناك العديد من الأمراض الخطيرة التي تعمل المنظمات الصحية العالمية على القضاء عليها بشكل نهائي، عن طريق إعطاء اللقاحات الخاصة بها ورصد الإصابات التي يبلّغ عنها وعلاجها ومتابعتها، وقد ظهرت آخر إصابة بمرض الجدري عام 1977، وفي عام 1980 أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها نجحت في القضاء على هذا المرض.

ومنذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي انحسرت الإصابات بمرض شلل الأطفال أيضًا بنسبة أكثر من 99% في كل العالم، ولكنه مازال موجودًا في بعض الدول مثل أفغانستان وباكستان والهند ونيجيريا.

وفي سوريا كانت آخر إصابة مؤكدة عام 1999، وظلت سوريا خالية من المرض حتى أواخر عام 2013 حين أشارت تقارير لمنظمة الصحة العالمية إلى احتمال ظهور حالات منه في محافظة دير الزور.

وفي حزيران 2017 أعلنت المنظمة عن وجود حالات إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في سوريا، وطالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض.

ما هو مرض شلل الأطفال

هو عدوى فيروسية تؤثر على الأعصاب، وخاصة أعصاب الأطراف السفلية، وتتسبب بشلل رخو كامل أو نصفي، وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات، ويمكن لهذا المرض أن يصيب الصغار والكبار، لكنه يصيب الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى.

وتنتج الإصابة عن فيروس شلل الأطفال أو الفيروس السنجابي (Poliovirus)، والذي يهاجم الخلايا العصبية المسؤولة عن حركة العضلات والموجودة في المادة السنجابية للنخاع الشوكي، كما تنتقل خلايا الدم البيضاء إلى النخاع الشوكي استجابة للجهاز المناعي، حيث تدمر الخلايا العصبية الملتهبة، وتظهر حدة الأعراض لهذا المرض حسب الخلايا التي تدمرت.

كيف تحدث العدوى؟

فيروس شلل الأطفال هو فيروس شديد العدوى، ينتقل من شخص إلى آخر عبر عدة طرق تشمل التواصل المباشر بين شخص مصاب وآخر سليم، وعبر المخاط والبلغم من الفم والأنف، وعن طريق البراز الملوث، بالإضافة إلى الطعام والماء الملوثين بالفيروس، حيث يدخل الفيروس إلى الجسم عبر الفم أو الأنف ثم يتكاثر في الحلق والأمعاء وبعدها يتم امتصاصه وينتقل عبر الدم إلى باقي أجزاء الجسم.

ما أعراض الإصابة بشلل الأطفال؟

تبلغ فترة حضانة الفيروس (المدة الزمنية من دخوله الجسم إلى بدء ظهور الأعراض) ما بين 5 و35 يومًا، ولكنها في المتوسط من أسبوع إلى أسبوعين، وهناك نوعان من الإصابات:

  • إصابة لا يحدث معها ضعف عضلات (الشلل المجهض)، يشكل الغالبية العظمى من حالات العدوى، وتكون أعراض المرض شبيهة بأعراض الإنفلونزا أو أي مرض فيروسي آخر، تستمر من يومين حتى عشرة أيام، وتتضمن ارتفاع الحرارة والإرهاق والصداع وألم الحلق وألم وتيبس الرقبة والظهر وألم عضلي، أي أنه لا تظهر أي أعراض مميزة على معظم المصابين، ولا يعلمون أنهم مصابون بالعدوى.
  • إصابة يحدث معها ضعف عضلات (المرض الرئيسي)، وتشكل حوالي 0.5 – 1 % من حالات العدوى، وتكون الأعراض المبدئية كالنمط الأول، وبعد عشرة أيام تبدأ الأعراض العصبية بالظهور، فتغيب المنعكسات، وتحدث رخاوة في الأطراف السفلية ناجمة عن فقدان السيطرة عليها، فتبدو متدلية ورخوة، وعادة ما تتطور الحالة إلى الأسوأ في أحد جانبي الجسم، وقد يصيب الشلل عضلات التنفس فتحدث صعوبة في التنفس وتحدث الوفاة عند 5 – 10 % من المصابين بالشلل بسبب توقف عضلاتهم التنفسية.

كيف يتم التشخيص؟

الفحص السريري: الذي يكشف عن ردود الفعل غير الطبيعية وصلابة العضلات حيث يعاني المريض من صعوبة رفع الرأس أو الساقين عند الاستلقاء على الظهر وتصلب العنق.

الفحوصات المخبرية: الزراعة المخبرية لمسحة الحلق وعينة من البراز أو السائل الشوكي.

هل هناك علاج لشلل الأطفال؟

لا يتوافر أي علاج لشلل الأطفال حتى الآن، إلا أنه يوصى باتباع بعض التدابير للحد من حدوث المضاعفات المرافقة للعدوى:

  • التزام الراحة في الفراش.
  • تناول المضادات الحيوية للالتهابات الثانوية المرافقة لشلل الأطفال.
  • تناول مسكنات الألم.
  • الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي لمنع التشوه وفقدان وظيفة العضلات.
  • اتباع نظام غذائي صحي سليم.

ما هي المضاعفات المحتملة للإصابة بشلل الأطفال؟

  • حدوث إعاقة مؤقتة أو دائمة.
  • تشوه في الحوض والكاحل والقدم.
  • الالتهابات الرئوية.
  • قصور عضلة القلب والتهابها.
  • اضطرابات في وظيفة الأمعاء.
  • التهابات المسالك البولية.
  • في بعض الحالات قد يؤدي إلى الموت وعادة ما يكون نتيجة قصور عمل الرئتين.
  • تطوير متلازمة ما بعد شلل الأطفال.

ما المقصود بمتلازمة ما بعد شلل الأطفال؟

هي مجموعة من الأعراض التي قد تظهر على الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض بعد فترة طويلة من إصابتهم به، وتكون عادة في المتوسط بعد 30-40 عامًا من الإصابة بالفيروس أول مرة، وتؤدي إلى تفاقم الأعراض السابقة كضعف العضلات، كما قد تقود إلى ضعف وإصابة عضلات أخرى لم تتأثر بالعدوى القديمة، وتشمل أعراضها:

  • ضعف وألم وضمور في العضلات.
  • ألم وضعف في المفاصل.
  • التعب والإرهاق العام عند بذل أدنى مجهود بدني.
  • عدم القدرة على تحمل الجو البارد.
  • صعوبات في التنفس والبلع.
  • مشاكل في النوم مثل الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بشلل الأطفال؟

يعتبر التلقيح السلاح الأساسي للوقاية من المرض، ويتم عبر إعطاء الشخص فيروسات غير مفعلة وبالتالي غير قادرة على التسبب في الأذى للشخص، كما أنها آمنة لمضعفي المناعة، لكنها كافية لتحفيز جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة تتعرف على الفيروس وتهاجمه وتقضي عليه.

ويعطى اللقاح على خمس جرعات: بعمر شهرين وأربعة أشهر وستة أشهر وسنة ونصف والجرعة الأخيرة ما بين 4-6 سنوات عندما يدخل الطفل المدرسة.

وتبلغ نسبة فعالية اللقاح 90% بعد جرعتين و99% بعد ثلاث جرعات.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية