ريف حماة – إياد عبد الجواد
ورشات يومية غالبيتها من الأطفال، تخرج يوميًا إلى حقول ريف حماة الشمالي لقطف نبات القبار، المعروف محليًا بـ”الشفلح”، والذي يوفر مئات فرص العمل للقاطنين في مناطق سيطرة المعارضة السورية في ريفي إدلب وحماة، بالرغم من صعوبة قطفه وخطورته بسبب قرب الحقول من مناطق سيطرة النظام، الأمر الذي أدى إلى تسجيل العديد من الإصابات سابقًا نتيجة الألغام الموجودة بالمنطقة.
قطاف النبتة، التي تنمو في حوض الأبيض المتوسط وتحديدًا في المناطق الوعرة وتوجد بكثرة في مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال، تحولت إلى مصدر رزق لآلاف العائلات وخاصة الفقيرة منها.
نبات “الشفلح” المغطى بالأشواك القاسية وذو الأزهار البيضاء، يمتد موسم قطافه لمدة خمسة أشهر بدءًا من أيار الماضي، ويستفاد منه في معالجة حالات طبية مختلفة، إضافة إلى دخوله في صناعة مواد التجميل، بحسب ما قاله الدكتور الصيدلاني، نزار كشتو، لعنب بلدي.
فوائد كثيرة لنبات شوكي
فوائد طبية كثيرة لنبتة “الشفلح”، بحسب كشتو، كونها تحوي على كلوزيدات وحموض أمينية وكلوبيدات رباعية، وعلى مجموعة من السكريات والزيوت الطيارة التي تشبه رائحتها الثوم، إضافة إلى مواد صابونية وهلامية تستخدم في بعض مستحضرات التجميل، وحموض عضوية ودهنية.
وأكد كشتو أن الفائدة الطبية تكون بحسب كل جزء منها، إذ تكمن فائدة الثمار في علاج التهابات الأذن وأمراض السمع، عن طريق تحضير قطرة أذنية من خلال خلط الثمار بزيت الزيتون، كما تدخل ثمارها في علاج أمراض الإسهال وطرد ديدان وغازات البطن والأمعاء، إضافة إلى فائدتها في أمراض الطحال وتنشيط الكبد وخفض السكر ومضاد للسرطان.
ويستخدم “الشفلح” كمنشط جنسي فعال، وفي صناعة مخللات مملحة لفتح الشهية، وكعلاج لعرق النساء وآلام الفخذ ولعلاج البواسير، كما أنه مدر للبول وخافض للضغط وطارد للبلغم، ويعالج الأمراض الصدرية وتصلب الشرايين، بالإضافة إلى الحساسية وسيلان الأنف وأمراض المعدة.
أما جذور النبتة وأوراقها فتستخدم في علاج آلام النقرص والروماتيزم وآلام الظهر والرقبة، عن طريق تحضير لبخة (خليط من مواد لينة ساخنة) توضع مكان الألم لمدة 24 ساعة، قبل أن تنزع ويبرّد مكانها من أجل عدم ترك آثار حريق.
كما تستخدم أوراق النبتة وجذورها في علاج الأورام والكدمات، وفي تسكين الألم بشكل عام، أما أزهارها فتستخدم لتطهير المسالك البولية عن طريق عمل منقوع من هذه الأزهار.
“الشفلح” لقمة العيش
النبتة تحولت خلال السنوات الماضية إلى مصدر رزق لآلاف العائلات عن طريق تأمين لقمة العيش في ظل الظروف الاقتصادية المتردية التي تعيشها في مناطق المعارضة، بحسب ما قاله التاجر إبراهيم حبابة.
وأوضح إبراهيم لعنب بلدي أن سعر الكيلو الواحد من ثمار النبتة يصل إلى 600 ليرة سورية، وهناك ورشات تخرج صباحًا إلى الحقول لقطافها، أغلبها من الأطفال، الذين يخرجون لوحدهم أحيانًا في ريف إدلب، في حين يخرجون مع أهاليهم في ريف حماة خوفًا من الألغام وقوات الأسد، كون المنطقة قريبة من مناطق النظام.
حبابة أشار إلى أنه بعد شراء النبتة من الورشات يتم تنظيفها وتنقيتها لتبقى الثمرة فقط، ثم جمع كميات كبيرة منها لتصدّر إلى معامل تركيا للاستفادة منها بسبب عدم وجود معامل داخل سوريا، وفي بعض الأحيان يتم تخزينها لمدة سنتين بعد وضع الثمار في برميل بلاستيك مليء بالماء والملح، محذرًا من التعرض لأشعة أثناء التخزين.