ما حقيقة التهديدات التركية في عفرين؟

  • 2017/07/09
  • 1:22 ص
تعبيرية: الوحدات الكردية في مدينة الحسكة- (إنترنت)

تعبيرية: الوحدات الكردية في مدينة الحسكة- (إنترنت)

براء الطه

تتزايد وتيرة التوقعات والتقارير عن نية دخول القوات التركية لمنطقة عفرين التي تسيطر عليها القوات الكُردية، وعزز هذه التقارير وجود حشود للقوات التركية وتعزيزات في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية المحاذية لمنطقة عفرين، خاصة في القواعد التركية الموجودة في مدينتي اعزاز ومارع.

وهناك عدة نقاط يجب التركيز عليها قبل الحديث عن إمكانية دخول القوات التركية بالقوة لمنطقة ومدينة عفرين أو عدمها:

– لن تكون هذه المعركة أقل شراسة من معارك القوات التركية مع تنظيم الدولة، بل ستكون بشكل جازم أكثر شراسة وذات خسائر بشرية ومادية كبيرة بالنسبة للطرف المهاجم.

-ما يميز القوات الكردية هو أنها تتألف من عناصر ذات أغلبية محلية، وهو ما يعطيها ميزة في التشبث والدفاع عن أراضيها الأساسية.

– القومية الكردية الموجودة في تركيا، والتي تشكل ما نسبته 20% من مجموع عدد السكان وهم يشكلون ما نسبته 56% من مجمل عدد الكرد في العالم، وهو ما قد يحمل عقبات على الأمن الداخلي التركي في حال تم حشد هذه النسبة ضد العملية.

-وجود القوات الروسية في مناطق عفرين (كفر جنة، عفرين) التي تشكل ضمانة مؤكدة ضد أي اجتياح غير محسوب.

– طبيعة المناطق الجغرافية المحاذية لعفرين، ومجملها جبلية، تجعل من عملية اقتحامها مكلفة على جميع الأصعدة.

– عدم وجود مبرر حقيقي لعملية الاقتحام “الكاملة” ، وعدم وجود توافق إقليمي “فعلي” أو دولي لهذا الاقتحام.

– اتصال هذه المنطقة مع مناطق النظام السوري، تقطع اتصال ريف حلب الغربي وإدلب عن مناطق الريف الشمالي، ما يعني في حال السيطرة عليها تطويق حلب مرة أخرى بفصائل المعارضة المدعومة تركيًا وإقليميًا، وهو أمر تستبعده الاتفاقات الدولية والتنسيق الإقليمي.

– مناطق خفض التوتر في حال تم الاتفاق عليها تلغي بشكل كلي المخاوف التركية من تمدد سيطرة “وحدات حماية الشعب” (الكردية) لحدود البحر (الذي هو أساسًا أمر مستبعد نظرًا لتغير الديموغرافية والرفض المحلي والإقليمي) ، فالقوات التركية تستعد للدخول إلى إدلب.

في خضم ذلك صرحت عدة قيادات كردية عن نيتها الدفاع عن مناطق عفرين حتى آخر رمق. جاء ذلك على لسان قائد “وحدات حماية الشعب” سبان حمو، الذي صرّح لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية “موقفنا واضح (…) سنحارب بكل إمكاناتنا، وسنكون لأول مرة في مواجهة الأتراك وجهًا لوجه. هم معتدون على أرضنا ودخلوا إلى أرض ليست أرضهم، نحن جاهزون منتهى الجهوزية لإفشال خطط الاحتلال التركي وإجبارهم على الانسحاب من كل شبر من أراضي سوريا”.

كما لمّح القيادي إلى أن أي تدخل تركي في عفرين سوف يؤثر بشكل سلبي على سير معارك الرقة، فقال “بشكل طبيعي، الهجوم على عفرين سيؤثر سلبًا على معركة الرقة، إذ إن 500 (مقاتل) من جيش الثوار قرروا الذهاب من الرقة للدفاع عن عفرين، ونصف مقاتلي “الوحدات” الموجودون قرب الرقة هم من عفرين وسيذهبون للدفاع عن أهلهم وأرضهم. أكيد سيؤثر ذلك على معركة تحرير الرقة”.

على الرغم من ذلك فإن الموقف الروسي مايزال إلى الآن غامضًا إعلاميًا، ولكن وجود للقوات الروسية في منطقة عفرين يعطي نوعًا من الطمأنينة بعدم حدوث أي خطوات ارتجالية وضبط لجميع التحركات، ويضع التصريحات والتصريحات المضادة في خانة التهديدات ليس أكثر.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العنصر الأمريكي لا يستطيع التدخل في هذه المنطقة كونها من مناطق النفوذ الروسي، فيما بات يعرف بـ “غرب الفرات”.

يبقى للقوات الكردية عدة خيارات:

  • التفاوض على انسحابها من مناطق تل رفعت ومنغ وغيرها.
  • دخول قوات روسية بشكل أكبر على غرار منبج، تكون مهمتها منع حدوث التحام بين القوات التركية والفصائل المدعومة من قبلها من جهة والقوات الكردية من جهة ثانية.
  • رفع علم النظام السوري فوق عدد من المناطق، ضمن اتفاق مرضٍ بين القوات الكردية والنظام السوري، لحفظ المنطقة من اي اقتحام تركي (رغم استبعاد هذا الخيار).

وأخيرًا فإن دخول القوات التركية إلى عفرين، يبقى في حدود التهديد ليس أكثر، على غرار تهديدات منبج. تقتصر في أقصى طموحها على التفاوض بشأن مناطق تل رفعت ومنغ وغيرها من البلدات والمدن الخاضعة لسيطرة القوات الكردية والقريبة من الحدود التركية، والأغلب أن رد الفعل التركي سيقتصر على قصف متقطع لهذه المناطق لا أكثر.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي