جمهورية النبي: عودة وجودية لـ عبد الرزاق الجبران
يسترسل عبد الرزاق الجبران في كتابه جمهورية النبي مع إسقاطات الفكر الوجودي في إصلاح المنظومة الدينية، أو الانقلاب عليها كما يحلو له تسميته.
والأسّ الذي ينطلق منه المؤلف هو أنه “لم يقتل الإسلام إلا الفقه”، فالمشكلة الوجودية في تعاطي الناس مع الدين أن”الله يصبّ الأنبياء، لكن الناسُ تشرب الفقهاء”، لذا فالكتاب هو استعراض لمفاهيم أساسية يرى الكاتب أن الأنبياء بُعثوا لتوضيحها للناس بينما عمل الفقه على طمسها.
ومن ذلك قوله “همّ الله عباده وليس عبادته، أو بعبارة أخرى فإن النبي أرسل لنصرة بلال وليس لنصرة الله”، بينما من يقرأ الأدبيات الدينية اليوم يجدها تدور حول مصطلحات من قبيل، خدمة الدين، نصرته، تمكينه، نشره إلخ. إلا أنّ الدين بالفكر الوجودي جاء هو لخدمة الإنسان، ولرفع شأنه، وتمكينه وتوحيده وليس لجعله خادمًا في مؤسسة كهنوتية أخرى.
يعدّد الجبران منجزات الفقه الديني التقليدي في محاولة لتجسيد الخلاف الجذري بينه وبين جمهورية النبيّ، منها شرعنة دول الأباطرة (كالأمويين والعباسيين) تحت عنوان فقه المتغلب، محاربة النصارى باسم فقه أهل الذمة، تأسيس مفهوم الحريم واستعباد الناس من خلال فقه الإماء، قتل المسلمين أنفسهم باسم فقه الخوارج، احتلال الدول بفقه الفتوحات وغيرها.
وهكذا كانت أزمة الإسلام في الفقهاء، فـ “ما فعله الإسلاميون هو أنهم رفضوا الخروج على القرآن، ولكنهم مارسوا الأنكى، حينما كتبوا عليه الفقه”.
اقتباس من الكتاب:
جمهورية النبي لا تبني وجودها وقيمتها على أهرامات الطين لتسجل أنها حضارية، كما يسجل العالم والمصريون ذلك مثلًا، وإنما ترى الحضارة هي أن تبنى فى الطين البشري أهرامات؛ أهرامات إنسانية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :