ست إشاعات يتداولها الأتراك حول السوريين
في الوقت الذي تفاقم فيه التصعيد ضد اللاجئين السوريين في تركيا في حملة قيل إنها منظمة كورقة في السياسة الداخلية، رصدت صحيفة “صباح” التركية مجموعة من الإشاعات المتداولة بين الأتراك، تساعد على تأجيج الموقف المعادي من السوريين، بحجة أنهم يحصلون على حقوق أعلى من المواطنين.
عنب بلدي لخصت هذه الادعاءات، وترجمتها عن الصحيفة:
كرت أبيض وحسم 50%
أولها قصة “خيالية” نشرها أحد المواطنين الأتراك، غير معروف الهوية، عبر مجموعات “واتساب”، وادعى أنه عاشها، وبدأ الأتراك تداولها، ويقال فيها إن السوريين يمتلكون ما يسمى بـ “الكرت الأبيض”، والذي يحصلون بموجبه على حسم بنسبة 50% لدى التسوق.
وقال الشخص المجهول الذي نشر القصة “يا إلهي! كان يوم السبت، كنت في متجر (إيكيا) واقفًا عند المحاسبة، ويوجد أمامي بالصف عائلة تركية وأمامها أخرى سورية (…) اشترت هذه العائلة (السورية) أشياء بقيمة 758 ليرة تركية، فأخرج الرجل من جيبه كرت أبيض، ليحسم له الموظف الحساب إلى النصف، ويصبح 379 ليرة”.
وذهب إلى أبعد من ذلك بالقول إن الشخص السوري كان يحمل جنسية تركية أيضًا، أخرجها من محفظته، مشيرًا إلى أن كل الموجودين هناك وقتها ذهلوا لما شاهدوا وبدأوا يندبون حظهم.
إلا أن المسؤول الإعلامي لشركة “إيكيا” في اسطنبول نفى الادعاء لموقع “التأكيد” الحكومي، مؤكدًا عدم وجود ما يسمى بـ “الكرت الأبيض”، أو أن الشركة تقبل باستخدام كرت كهذا بالأساس.
وأكد المسؤول أن الشركة تحقق بالأمر لتعرف مصدر المعلومة إن وجدت، ومن هو الشخص وراء ذلك.
وفي حديث للموقع، مع إدارة منظمة الآفات والكوارث الطبيعية (آفاد)، أكدت أنها تمنح العائلات السورية داخل المخيمات كرت الهلال الأحمر، الذي يعبأ شهريًا بمبلغ 100 ليرة تركية فقط، ويستخدم حصرًا للمواد الغذائية والاستهلاك الأساسية.
نحن نجمع القمامة والسوريون يأخذون مرتبًا شهريًا
تداولت إحدى الصفحات التركية عبر موقع “فيس بوك”، تحمل اسم “دوشونان دلي”، في كانون الثاني الماضي، صورةً لطابور من الأشخاص، كتب فوقها، أن “بلدية قونيا توزع على السوريين مرتبًا شهريًا، في حين يعمل “مواطنون أتراك بؤساء في جمع القمامة”.
إلا أن البلدية قالت إنها لا توزع معاشات للسوريين، بل مساعدات عينية كمواد التنظيف والغذائية، والقرطاسية، وغيرها.
طفل الأنبوب على حساب الحكومة
ادعى فاتح بورتوكال، أحد مذيعي قناة “فوكس” التركية، والمعروفة بتوجهها المعادي لوجود السوريين والمعارض للحكومة، أن مؤسسة الضمان والتأمين الاجتماعي التركية (SGK)، تكفلت بعملية طفل أنبوب مجانية لعائلة سورية، في تاريخ 3 شباط من العام الجاري.
من جهتها نفت “SGK” تكفّلها بالمستلزمات والمعالجة الطبية للاجئين السوريين في تركيا، مشيرةً إلى أن منظمة “آفاد” هي المسؤولة عنهم.
وقالت “آفاد” إنها تدعم المعالجة الأساسية للاجئين السوريين، ولكنها لا تتكفل بمصروفات مختلفة، مثل طفل الأنبوب، ومرض “التهاب الكبد سي”، والأطراف الصناعية.
السوريون يدخلون الجامعة دون فحوصات
توجد مجموعة أقاويل مفادها أن السوريين في تركيا يدخلون الجامعة التي يريدون، دون الخضوع لأي فحوصات، في حين يدرس أبناء الأتراك ويتعبون دون القدرة على دخول الجامعة.
في حين أكدت الجهات المختصة أن السوريين أو غيرهم من الأجانب، يمكنهم الدراسة داخل تركيا، بموجب انتقال أفقي من جامعتهم إلى الجامعة التركية، أو البدء من جديد، من خلال مجموعة طلبات وإجراءات، وبعد العبور من فحوصات مخصصة للأجانب.
السوريون يحصلون على معاشاتهم من “PTT”
تداول ناشطون أتراك صورةً لطابور من السوريين أمام أحد مراكز مؤسسة البريد التركية (PTT)، وأخرى لنساء تركيات يبعن خضرة وفاكهة “بأسعار منخفضة” لتأمين لقمة عيشهم.
لكن إدارة المؤسسة أوضحت أن السوريين تجمعوا للحصول على المساعدات السنوية في فصل الشتاء، والمقدمة من جانب المفوضية العليا للاجئين، التابعة للأمم المتحدة.
وقدرت المؤسسة أن المساعدة كانت عبارة عن منحة لمرة واحدة، تتراوح بين 600 إلى 900 ليرة تركية، وزعت لنحو 254 ألف شخص من المحتاجين منهم فقط.
طابور الجنسية في عنتاب
ومن بين الصور التي لاقت رواجًا بين مناهضي الوجود السوري في تركيا، صورة لطابور من السوريين أمام مبنى مديرية النفوس في مدينة غازي عنتاب، والتي تدعي أنهم تجمعوا للحصول على الجنسية التركية.
وتزامن وقت نشرها مع تطور الحديث عنها من قبل الحكومة، وروجت لها صحيفة “بير غون” المعارضة.
في حين تبين أن الصورة ذاتها نشرتها وكالة “دوغان” الخاصة، في 9 كانون الأول عام 2016، للدلالة على خبر تجمع السوريين أمام مديرية النفوس في المدينة، أثناء أخذت بياناتهم لتحديد عناوينهم، بهدف الحصول على المساعدات المقدمة من قبل الهلال الأحمر، والجمعيات التعاونية.
وتوجد بالفعل مقابلات للسوريين من أجل الحصول الجنسية، لكن الحكومة أكّدت أنها تجنّس فقط أصحاب الكفاءات والعلماء والمواهب.
وتطورت مؤخرًا مسألة اللاجئين السوريين في تركيا، وأنهم يحصلون على معاملة مختلفة تفوق الأتراك، أو يتسببون بالمشكلات، وحوادث قتل وسرقة وتحرش، ما دفع الحكومة للتدخل والتحذير من مغبة “التحريض ضد اللاجئين” واعتقلت عددًا من الأشخاص قالت إنهم وراء هذه الحملات.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :