تنظيم «الدولة» ينسحب من اللاذقية وإدلب وتركيا تهدد بالتدخل لحماية أراضيها
عنب بلدي – العدد 108 ـ الأحد 16/3/2014
انسحب مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من محافظتي إدلب واللاذقية يوم السبت 15 آذار، في حين استهدفت قوات الأسد المناطق التي انسحب التظيم منها بقصف عنيف، بينما هددت تركيا بالتدخل لحماية ضريح عثماني في حلب.
انسحاب آمن: وسحب التنظيم مقاتليه إلى الرقة التي تعد أبرز معاقلهم وإلى المناطق التي تحصن فيها في حلب، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «جبهة النصرة» تسلمت المراكز التي انسحبت منها التنظيم، مشيرًا إلى أن هذا الانسحاب سببه أن التنظيم «لم يعد قادرًا على حماية مقاتليه في تلك المناطق، مع تواصل المعارك ضد كتائب من الجيش الحر وفصائل إسلامية من المعارضة.
وأضاف المرصد أن التنظيم «استكمل انسحابه الذي بدأ منذ نحو أسبوع من ريف اللاذقية الشمالي ومن ريف جسر الشغور «تحت غطاء من جبهة النصرة» التي أمنت له الانسحاب بعد مفاوضات بين الجانبين، لتصبح محافظتي اللاذقية وإدلب خاليتين بشكل كامل من تنظيم «الدولة الإسلامية».
وكان مقاتلو النظيم قد اسنحبوا الأسبوع الفائت من ريف حلب الشمالي إلى ريفها الشرقي حيث يتمركزون في مدينة الباب، فاتحًا الطريق إلى الحدود التركية أمام مقاتلي المعارضة.
ويقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة فيما سبق (لكن القاعدة تبرأت منها)، ضد فصائل إسلامية معارضة وكتائب من الجيش الحر منذ بداية العام ما أسفر عن مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص وتقدم لمصلحة قوات الأسد على عدة جبهات.
قصف عنيف: بدورها شنت قوات الأسد حملة قصف عنيف على القرى التي انسحب منها التنظيم، حيث أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بأن 17 شخصًا قتلوا وأصيب 26 آخرون جراء قصف من قوات الأسد على سوق في بلدة معرة مصرين بريف إدلب، وأكدت الهيئة أن قوات الأسد أطلقت صاروخًا فراغيًا على البلدة أسفر عن دمار واسع.
وفي بلدة «أحسم» بريف إدلب، قال ناشطون إن قصفا لقوات النظام أسفر عن سقوط خمسة قتلى بينهم ثلاثة أطفال. وقد بثّ ناشطون صورا على الإنترنت تظهر قتلى ودمارا كبيرا في المنطقة.
من جهتها أفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» عن قصف مدفعي عنيف على قرى جسر الشغور في ريف إدلب يوم السبت.
وفي تطور آخر، أشار مراسل الجزيرة إلى أن 20 شخصًا قتلوا على طريق الكاستيلو شمال مدينة حلب إثر قصف جوي نفذته طائرات الجيش السوري. وأضاف المراسل أن عدة أشخاص جرحوا في موجة قصف جوي ثانية استهدفت حيي كرم البيك والأنصاري في المدينة.
تهديد تركي: في سياق متصل هدّد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الجمعة، بأن تتدخل بلاده في سوريّة لحماية ضريح عثماني تاريخي خاضع لسيادة أنقرة لكنه يقع في الأراضي السوريّة، ما يشكل أحدث تطور على صعيد التوتر بين البلدين.
وأوضح أوغلو، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة فان شرق تركيا، عقب اجتماع ثلاثي جمعه بوزيري خارجية أذربيجان وإيران، أنّ أنقرة ستتخذ ردًا في حال تعرض تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، لضريح مؤسس الدولة العثمانيّة في حلب سليمان شاه جد عثمان الأول.
وأكّد أنّ «أي هجوم من أي نوع، سواء كان من طرف النظام السوري أو جماعات متشددة سيستتبعه ردًا مشددًا»، على أن أنقرة «ستتخذ بلا أي تردد جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن أراضيها».
وأوضح أنّ ضريح سليمان شاه يمثل «الأرض التركية الوحيدة خارج حدود الدولة بموجب اتفاقية عام 1921 المنصوص عليها في القانون الدولي لذلك من حق تركيا اتخاذ جميع التدابير لحفظ أمن تلك المنطقة واستقرارها».
وأشار إلى أنّ الجماعات «المتطرفة» تعمل بجهد على السيطرة على المناطق الشمالية في سوريا التي لم تعد تحت سيطرة الأسد، مشيرًا إلى أن النظام تربطه بتلك الجماعات علاقة تعاون، موضحًا أنها «لم تدخل في أي معركة ضد النظام».
وقد عرف عن التنظيم اعتقاله للناشطين في المناطق المحررة إضافة لقمع حريات المواطنين وإقامة «الحدود» بطريقة عشوائية، لكنه في الوقت ذاته اشتهر بقدرته على الحد من السرقة والنهب إثر تفسير متشدد للشريعة الإسلامية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :